علمت «الحياة» ان الرئيس محمود عباس سيشكل حكومة انتقالية خلال ايام، وان وفدا من حركة «فتح» سيتوجه اليوم الى غزة حاملا معه رسالة دعم للحوار الوطني. في الوقت نفسه، قالت مصادر فلسطينية ان مدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان اقترح على حركة «حماس» تشكيل حكومة في رام الله خلال الفترة الانتقالية بموازاة تشكيل لجنة من الفصائل تكون مهمتها التنسيق بين حكومتي رام اللهوغزة في ملفي اعادة الاعمار والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وذلك كمخرج لعقدة الحكومة وبرنامجها. (راجع ص 5) وقال الناطق باسم الحكومة الدكتور رياض المالكي عقب الجلسة الاسبوعية ان اجتماع الحكومة امس «ربما يكون الاخير او قبل الاخير». وكشفت مصادر قريبة الى عباس انه سيشكل الحكومة الانتقالية بعد عودته من جولته الخارجية، وقبل استئناف الحوار الوطني في القاهرة المتوقع في 26 الشهر الجاري، مرجحة ان يكلف رئيس الحكومة المستقيل سلام فياض تشكيلها. وبحسب المصادر، ان التقارير الاخيرة التي تلقاها عباس من المصريين عن سير الحوار «خلقت لديه قناعة بضآلة فرص التوصل الى اتفاق على البرنامج السياسي للحكومة»، وأن «الحوار سيطول في حين ان اهالي غزة الذين فقدوا بيوتهم لا يحتملون البقاء من دون بيوت لفترة طويلة». رغم ذلك، اكدت المصادر ان عباس «سيعلن استمرار الحوار». في هذا الصدد، يتوجه وفد من «فتح» يضم عضو مجلسها الثوري، مستشار الرئيس للتنمية والاعمار مروان عبد الحميد وعضو اللجنة المركزية للحركة عبدالله الفرنجي الى غزة اليوم. وقال عبد الحميد ل»الحياة» ان الزيارة «استطلاعية ولدعم الحوار ورفع المعنويات»، وهي «رسالة من عباس بأن فتح جادة في الحوار، وفي استرداد الوحدة الفلسطينية، وان قطاع غزة جزء عزيز من الوطن ويجب ان يرمم». واضاف: «نحن مكلفون من الرئيس ومخولون القيام بما فيه دعم لحوار القاهرة». واوضح ان الزيارة «ليست قناة خلفية او بديلة»، مضيفا ان «هناك استحقاقات فلسطينية واقليمية ودولية: اولا الشعب يريد من فتح صاحبة المبادرة والمشروع ان تتجه نحو الوحدة بشكل جدي لانجاح حوار القاهرة. والثاني نريد ان نقول لمصر شكرا لرعاية الحوار واننا نبذل مساعي لدعم الحوار حتى لا يفشل». في غضون ذلك، كشفت مصادر فلسطينية موثوقة شاركت في حوار القاهرة ل»الحياة» ان الوزير سليمان طرح على وفد «حماس» تشكيل حكومة في رام الله خلال الفترة الانتقالية تكون مهامها التمهيد للانتخابات واعادة الاعمار، وبموازاة ذلك تشكيل لجنة من الفصائل الفلسطينية مهمتها الرئيسية التعاون مع حكومة رام الله في مهامها والتنسيق بينها وبين حكومة «حماس» في غزة، وذلك في محاولة للالتفاف على العقدة الخاصة ببرنامج الحكومة. واستبعد قيادي بارز في «حماس» شارك في الحوار امكان التجاوب مع هذا الاقتراح الذي وصفه بأنه «غامض» و»يكرس عدم الاعتراف بشرعية حماس في غزة». من جهة اخرى، قال سفير فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية نبيل عمرو ان الرئيس عباس سيزور القاهرة مساء الاربعاء المقبل ويلتقي الرئيس حسني مبارك الخميس. واشار عمرو الى ان عباس سيبحث مع مبارك في تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وجهود مصر الرامية إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني.