في إشارة لا تخلو من دلالات عددت إحدى الصحف الإصلاحية الإيرانية في صدر صفحتها الأولى امس، ثلاثة «إنجازات» رأت أنها تحققت في يوم واحد وهي: إقالة رئيس الجامعة الحرة فرهاد دانشجو المقرب من الرئيس السابق محمود احمدي نجاد، وإطلاق 13 إصلاحياً اعتقلوا منذ أحداث 2009، وفوز فريق المصارعة الإيراني ببطولة العالم. ورحبت صحيفة «شرق» الإصلاحية بإطلاق سراح 13 من المعتقلين الذين وصفتهم ب «سجناء رأي» اعتقلوا علي خلفية أحداث 2009. ومن بين المفرج عنهم المحامية الإيرانية نسرين سوتوده التي عرفت في الغرب لنشاطها السياسي في مجال حقوق الإنسان. والمفرج عنهم الباقون هم: فيض الله عرب سرخي من أعضاء اللجنة المركزية لمنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية، ومحسن أمين زادة من أعضاء حزب جبهة المشاركة الإسلامية، ومير طاهر موسوي وعيس سحر خيز ومهدي محموديان ومحمد علي ولايتي وحسن زرين بور، اضافة إلى الصحافيتين مهسا امرابادي ومحبوبة كرمي، ومريم جليلي وميترا رحيمي وفرح واضحان وجيلا مكوندي وكفاية ملك محمدي. ونقلت المصادر أن المطلق سراحهم كانوا يخضعون للأحكام التي صدرت بحقهم، لكن الإفراج عنهم تم بعفو خاص صدر من السلطات القضائية. وأبلغت مصادر إصلاحية «الحياة» أن الرئيس السابق محمد خاتمي سيلتقي المفرج عنهم واعتبرت هذه المصادر أن قرار الإفراج يأتي في إطار نهج الاعتدال الذي تلتزم به حكومة الرئيس حسن روحاني والنتائج التي تحققت في الانتخابات الرئاسية الماضية. ورأى الناشط الإصلاحي سعيد ليلاز أن إطلاق سراح السجناء السياسيين هو الفصل الأخير من فصول الانتخابات الرئاسية الأخيرة، معرباً عن أمله بإزالة كل المشاكل، الموجودة لكنه رأى أن تكون الخطوة ترتبط بزيارة روحاني الى نيويورك والأجواء الجديدة التي ترافق هذه الزيارة. وقال ليلاز: «يجب أن نطمئن الآخرين إلى أهدافنا التي لم تكن سوى دعم الجمهورية الإسلامية والعمل تحت مظلة القانون والقائد، والتأكيد علي الوحدة الوطنية والانسجام الداخلي». وأضاف: «إني اشهد أن الإصلاحيين لا يملكون برامج سرية وغيرها لإشاعة الفوضى». كذلك رأى رئيس التكتل الإصلاحي في مجلس الشورى النائب علي رضا تابش أن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين «نوع من المصالحة الوطنية»، معرباً عن اعتقاده أن الأحداث السابقة أعطت نوعاً من العقلانية السياسية لجميع الشخصيات والسياسيين والجماعات وأصحاب الحل والربط». وأعرب عن أمله بأن تسفر هذه الخطوة عن انفتاح سياسي لإطلاق بقية المعتقلين السياسيين ورفع الإقامة الجبرية عن المرشحين الرئاسيين السابقين مهدي كروبي ومير حسين موسوي. وللمرة الأولى بعد أحداث عام 2009، وضعت صحيفة «بهار» الإصلاحية صورة كبيرة للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الذي أوصى بتعليم مبادئ السلام للأطفال الإيرانيين بعدما كان محظوراً نشر صور أو أحاديث لعدد من الشخصيات الإصلاحية من بينهم خاتمي. ويعتبر وزير الاستخبارات محمود علوي من الشخصيات الأصولية المحافظة المعتدلة القريبة من الإصلاحيين، فيما يرتبط أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني بعلاقات واسعة مع الإصلاحيين ويمتاز بالشجاعة علي مستوى اتخاذ القرار لأن قضية الإصلاحيين وأحداث عام 2009 ترتبط إلى حد بعيد بموقفي أصحاب هذين المنصبين. ورداً على سؤال لوكالة «فرانس برس» بعيد خروجها من السجن، أكدت سوتوده أنها خرجت من السجن «نهائياً» وأن «لديها ترخيصاً بالعمل» واستئناف نشاطها كمحامية وستستمر في الدفاع عن حقوق الإنسان. كما أكدت أنها «في حالة جيدة» جسدياً ونفسياً على رغم ظروف الاعتقال الصعبة خصوصاً بسبب «الضغط النفسي والجو الأمني الضاغط وعدم إمكان إجراء اتصالات هاتفية إلى جانب أمور أخرى صعبة للغاية». وفي واشنطن، أشادت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف بإطلاق سراح المعتقلين معربة عن الأمل بأن يقوم الرئيس روحاني ب «مواصلة احترام تعهداته تجاه الشعب الإيراني» وتوفير المزيد من الحريات له. وأضافت: «نجدد دعواتنا لإيران كي تفرج عن جميع معتقلي الرأي في سجونها». كذلك أشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالإفراج عن المحامية سوتوده، مبدياً «أمله برؤية تحسينات أخرى في مجال حقوق الإنسان في إيران خلال حكم الرئيس روحاني». ورأى رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز في الإفراج عن معارضين إيرانيين «مؤشراً إيجابياً مهماً» من جانب السلطات. وكانت سوتوده حازت في العام 2012 جائزة ساخاروف المرموقة التي يقدمها البرلمان الأوروبي.