أطلق يوم الأربعاء سراح المحامية الإيرانية المدافعة عن حقوق الإنسان نسرين ستوده التي تعتبرها الجماعات الحقوقية أبرز سجينة سياسية في إيران في علامة جديدة على تخفيف السياسات المتشددة في عهد الرئيس الجديد حسن روحاني. وقال موقع كلمة الإلكتروني المعارض إن السلطات أفرجت كذلك عن سجناء آخرين يرتبطون بالاحتجاجات الحاشدة على نتائج انتخابات الرئاسة في عام 2009 والتي فاز فيها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية الأمر الذي أثار الأمل بين النشطاء في إمكان تحقيق مصالحة بين القيادة الدينية المحافظة ومنتقديها المطالبين بالإصلاح. وقالت ستوده في اتصال هاتفي مع تلفزيون (سي.إن.إن.) "أطلق سراحي من السجن اليوم إنني سعيدة لكنني أشعر أيضا بالقلق على أصدقائي في السجن." وأضافت أنها "حرة للأبد" ولم تخرج من السجن بموجب إفراج مؤقت وتعتزم استئناف عملها كمحامية. وألقي القبض على ستوده في سبتمبر أيلول 2010 وحكم عليها بالسجن ست سنوات بتهمة نشر دعاية مضادة للدولة والتآمر للإضرار بأمن الدولة. وأضربت ستوده (50 عاما) عن الطعام لمدة 50 يوما تقريبا العام الماضي لإجبار السلطات على إلغاء حظر للسفر فرضته على ابنتها الصغيرة. وكانت الولاياتالمتحدة من بين البلدان التي انتقدت إيران وطالبت بالإفراج عن ستوده خوفا على حياتها. ودافعت ستوده عن صحفيين وعن نشطاء في مجال حقوق الإنسان من بينهم شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام. ويأتي الإفراج عن ستوده قبل أسبوع من حديث الرئيس حسن روحاني أمام الجمعية العامة للامم المتحدة حيث من المتوقع ان يقدم صورة أبعد عن المواجهة من أسلوب أحمد نجاد الذي تعرضت ايران خلال سنواته الثماني في الرئاسة لعقوبات تجارية غربية متزايدة الشدة. وقال موقع كلمة ان من بين من افرج عنهم يوم الاربعاء محسن أمين زاده وهو نائب سابق لوزير الخارجية في حكومة الرئيس الاسبق محمد خاتمي وأيد المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي في انتخابات 2009. ولم يتضح على الفور العدد الإجمالي للمفرج عنهم. ويأتي الإفراج عن ستوده غداة تصريح الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي بأنه يؤيد "المرونة" في العمل الدبلوماسي الإيراني وهو ما يمثل علامة نادرة المثال على أنه قد يعتمد تغيير موقف طهران في علاقتها مع الغرب.