بدايتها «فزعة» وآخرها أروقة محاكم وأربعة قضبان.. وصف ينطبق على زوجة شمرت عن ساعديها وبصمت بأصابعها العشرة على كفالة زوجها لتقسم حمل المعيشة معه، وتعينه في تحمل أعباء أسرته، لتنتهي (الفزعة) باقتياد الزوجة إلى السجن. وتعود تفاصيل القصة إلى سيدة ثلاثينية، عجزت عن دفع مبلغ مالي، فأصدر عليها قاض في محكمة عرعر الكبرى حكما، يخيرها بين الأمرين؛ السداد أو السجن. تقول الزوجة (ج. ك) «أعيش وزوجي وأبنائي التسعة ظروفا معيشية ينطبق عليها وصف الفقر المدقع، فقررت أن أكفل زوجي مقابل اقتراض مبلغ مالي يسهل ما عسر علينا»، وتضيف تراكمت المبالغ المتأخرة حتى وصل الحال بزوجها إلى العجز عن السداد، الأمر الذي أدى لاستدعائها كونها الكفيل. وتشير الزوجة، إلى أنها أودعت التوقيف لحين السداد، وتم عرضها على المحكمة التي حكمت عليها بالسجن حتى سداد المبلغ. «عكاظ» زارت منزل السجينة الواقع في سكن مدرسي تابع للمجمع السابع للبنات في عرعر، إذ إنها تعمل وزوجها في حراسة المدارس منذ أكثر من عشر سنوات، والتقت بأبنائها وزوجها، وتحدث الزوج قائلا «بودي أن الأرض انشقت وابتلعتني، إذ إني أقف عاجزا عن استخراج زوجتي من السجن في ظل الظروف المادية التي أمر بها». ويعيش الأطفال حالة حزن شديد على فراق والدتهم، إذ تحدث أكبرهم قائلا «افتقدنا لوجود والدتي التي كانت توقضنا كل صباح لنغادر إلى مدارسنا، كذلك افتقدنا لوجودها بيننا؛ فالبيت بلا أم أوهن من بيت العنكبوت»