تمكنت وزارة الآثار المصرية بالتعاون مع شرطة السياحة والآثار من ضبط 13 قطعة أثرية من مسروقات متحف ملوي، إذ قبض على شخص بحوزته بعض من مسروقات المتحف، وتبين أنه من سكان مدينة ملوي وكان على وشك بيع القطع المضبوطة. واستطاعت الجهات المعنية استعادة 457 قطعة أثرية حتى الآن، ولا تزال الدعوة قائمة لمن يمتلك قطعاً مماثلة إلى إعادتها من دون التعرض إلى مساءلة قانونية، مع صرف مكافأة مالية مقدمة من وزارة السياحة. وكان مجهولون استغلوا حال الانفلات الأمني التي شهدتها مصر الشهر الماضي، واقتحموا متحف ملوي الوطني وسرقوا ما بداخله من قطع أثرية. وأكدت بعثة خبراء أوفدتها «يونسكو» إلى مصر بين 11 إلى 16 الجاري، أن مجموعات المتحف تعرّضت جميعها تقريباً للنهب خلال الاضطرابات. وأكد أعضاء البعثة التي تكونت بالتعاون مع وزارة الآثار في مصر والسلطات المحلية، أنه في حين لم تتعرض المباني إلى أضرار جسيمة، فإن 600 قطعة من مجموعة المتحف المؤلفة من 1080 قطعة أثرية كانت قد اختفت. وزار الخبير الدولي والمهندس المعماري بيار أندريه لابلود الذي يعمل مستشاراً لدى اليونسكو وخبير آخر تابع للمنظمة مواقع ثقافية أخرى تضررت من جراء الاضطرابات الأخيرة، ومنها ثلاث كنائس هي الكنيسة الإنجيلية في المنيا، ودير الأمير تادرس في محافظة الفيوم، ومدرسة الراهبات الفرنسيسكان في بني سويف. وأوفدت اليونسكو البعثة إلى مصر عقب التصريح الذي أدلت به المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا، بشأن نهب متحف «ملوي»، إذ أكدت أن المنظمة ستوفر الدعم التقني اللازم وستقوم بتعبئة المنظمات الشريكة لها لاسترجاع الممتلكات المسروقة وإصلاح الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي لمصر. واجتمع أعضاء البعثة بوزير الآثار في مصر الدكتور محمد إبراهيم، ورئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار الدكتور أحمد شرف، فضلاً عن مسؤولين آخرين معنيين بالتراث الثقافي. وبناءً على طلب وزارتَي الآثار والثقافة في مصر، زار خبراء البعثة مواقع عدة ومتاحف أخرى، لا سيما قصر قازدوغلي في القاهرة الذي يتّبع تصميمه المعماري نمط «الحقبة الجميلة» والذي بقي على حاله على رغم الأضرار السطحية التي لحقت به في شباط (فبراير) 2013. وافتتح متحف ملوي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في محافظة المنيا، وهو يضم العديد من الآثار الفرعونية والرومانية. وظل المتحف على مدار عقود شاهداً على حضارات إنسانية مختلفة، إلى أن عمت الفوضى وأعمال التخريب مناطق مختلفة في مصر على إثر فض اعتصامي الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وكان لمحافظة المنيا نصيب لا بأس به من التخريب والعنف.