تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، اليوم ، مؤتمر«الوحدة الوطنية : ثوابت وقيم»، والذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال الفترة (10-12 ذو القعدة 1434ه، الموافق 16- 18 سبتمبر 2013م )، بحضور المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا لخيل، وعدد من أصحاب العلماء، وأعضاء مجلس الجامعة، والمسؤولين وجمعاً من الطلاب والمشاركين. ودعا مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ خلال كلمته إلى عدم مصادمة الأحداث ومعالجة القضايا بالاعتصام بحبل الله جميعاً، وإلى عدم الطعن في البعض، لافتاً إلى أهمية السعي في النظر في أسباب الخلاف والنزاع والصبر على بعض الأخطاء وإلى معالجة المشاكل بحكمة وبصيرة للتأليف بين قلوب المؤمنين. وأوضح المفتي أهمية التناصح بين المسلمين، والنصيحة لولي الأمر مستدلاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، مبيناً لبعض طرق النصح لولي الأمر سواءً بالمقابلة أو بالكتابة، لافتاً إلى تشخيص أسباب الفرقة وجمع الكلمة وسد هذه الأبواب وإلى مقابلة الاختلافات بين الأمة بصدر رحب. من جانبه، أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الوحدة الوطنية في المملكة ليست كأي وحدة من الوحدات الأخرى، إذ إنها وحدة دينية شرعية قائمة على أساس متين وقواعد قوية وأصول واضحة، تنطلق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن الجميع مواطنين ومقيمين شباب وشابات كباراً وصغاراً يشهدون لهذه البلاد بالأمن والأمان والوحدة، وقال:" نفتخر ببلدنا في كل المحافل الدولية والعربية والمحلية». وكشف أن المؤتمر يأتي لتعزيز جانب الوحدة الوطنية وإعطاءه حقه من الدراسة والبحث والتمحيص، مؤكداً أن الواجب على العلماء والمربين والمعلمين والدعاة والخطباء وطلاب العلم والباحثين أن يكونوا قدوة للشباب ونموذجاً حياً في الحفاظ على وحدة الوطن، مشيراً إلى أن حماية الوطن تكون بالقول والرأي السديد والبعد عن كل مواطن الشبهة وكل وسيلة يستغلها المتربصون بأمن هذه البلاد، مشدداً على ضرورة الالتزام بجماعة المسلمين وإمامهم. وأوضح الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الدكتور عبد الرحمن السديس في كلمة ضيف الجامعة أن هذا المؤتمر يعد فرصة مباركة ومناسبة سعيدة للتعاون والتلاحم والاتفاق، وقال: «هذه نعمة كبرى نشكر الله عليها، والوحدة الدينية والوطنية من الضرورات والأصول المسلمات وأساس الأمن والأمان والعناية بالوحدة الوطنية نوع من العناية بالوحدة الدينية». وحذر الدكتور السديس من ما يهدد الوحدة الوطنية وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التقنية والإعلام بما فيها من معيب كإيقاد للفتن ونشر للفرقة والخلاف، مؤكداً ضرورة تفعيل الحس الوطني في إطار ثوابت الشريعة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم محذراً من خطورة التلفظ والكلمات. وشدد السديس على ضرورة حفظ العقل عن الأفكار المشتتة والفتن المنتشرة، وأكد على أنه بالرغم من أن هذا البلد مستهدف من أعداءه إلا أنه سلم من كل الإيديولوجيات والثقافات والحزبيات المقيتة، وقال: «قد نختلف في الرأي والحوار لكن يجب أن يكون ذلك بناءاً على ثوابت البلاد وأمن الوطن ودينه وليكن لك وجهة نظر ولتعتز بالحوار المبني على الدليل وعلى مقاصد حفظ أمن البلاد وبلغة الأدب، ومن حق الأوطان أن ندافع عنها ونسعى لحفظ أمنها ووحدتها، وأن يحصن الشباب عن كل المؤثرات وذلك بالتبصر بالعواقب، وأن الأسرة والبيت والمجتمع والمدرسة والأستاذ والجامعة والإعلام مطالبون بالتعاون على البر والتقوى».