يلومنني البعض: لماذا أكثر من عرض الصور الحزينة أو المؤلمة؟ ولماذا لا أركز على السلوكيات الايجابية كي أبرزها؟ والحقيقة أنني لا أتعمد ذلك كما أغضب من بعض الأخبار ومن بعض المواقف، ومن بعض التفسيرات أفرح بشدة من بعضها وأطرب وأنا أعانق القلم لأكتب عنها، ولكن ماذا أفعل اذا كانت بعض المواقف تتكرر لتعلن عن سوء التقدير والاستخفاف بمبدأ الحماية وكلها مرتبطة بثقافة عدم الاحتراز والرضا بعد الاهمال الجسيم (بالقضاء والقدر) واحالة الموضوع برمته الى مشيئة الله وحده سبحانه وتعالى. نعم لا راد لقضاء الله ونعم لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا واننا مهما فعلنا من احتياطات سيصيبنا لا محالة أي أمر كتبه الله علينا ولكن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتوكل عليه وليس بالتواكل، وأمرنا أن نتخذ كل التدابير المطلوبة والتي تنفذ في البلدان التي سبقتنا والتي انتبهت الى أهمية التنبؤ واجراءات الاحتراز والمتابعة الحقيقية وغيرها. على صفحات جريدة عكاظ جاء هذا الخبر: (هرعت فرقة من الدوريات الأمنية وفرق انقاذ واسعاف الى منزل احدى الأسر في حي الهنداوية في مكةالمكرمة فجر أمس بعد سماع صوت استغاثة زوجة احتجزها زوجها هي وأطفالهما وأشهر عليهم السكين واستطاع رجال الأمن (الذين هرعوا) الى مكان الحادثة تخليص الزوجة وأطفالها من نصل السكين ومن الزوج الغاضب. كل ما سبق (يشكرون) عليه فهو جهد رائع ودور جميل أدى الى انقاذ الزوجة من عنف زوجها هي والأطفال ولكن! أن نسمح بهذا التفسير الآن ونحن كنا قبل أيام نحتفل بحماية وبتوقيع ميثاق الأمان الأسري ونكتفي بالتوضيح أن خلافاً عائلياً نشب بين الزوجين على رغم أن هذا الخلاف العائلي (أثمر) احتجاز الزوجة والطفلين اللذين لم يعلن عن عمريهما لتقدير مدى الخوف الذي قد يصيبهما من جراء تواجدهما داخل موقف كهذا وعلى رغم أن الموقف نفسه (سبب في هروع رجال الأمن والانقاذ والاسعاف) لأن صوت الزوجة أخبر عن مصيبة ولأن الرجل لم يكن ممسكاً بسكين من بلاستيك انما بسكين من حديد والسكين كما نعلم أو ربما لا نعلم (أداة قطع وقتل وسلخ وتخويف) فكيف نتجاهل كل ما سبق ونعلن أن الموضوع تم حله ودياً؟ أرجوكم نحتاج الآن واليوم أن نفهم ماذا تعني كلمة (ودياً) هل تعني اجبار الزوج على أن يعتذر لزوجته وأطفاله من موقف سبب لهم فيه الرعب أو ودياً تعني أن الزوجة أخذت كلمتين في عظامها حتى لا تثير أعصابه مرة أخرى فلا يلجأ الى هذه الأدوات الخفيفة! هذا الموقف يعني أن الزوج لديه مشكلة غضب شديد وعدم سيطرة عليه وقد يكون ناتجاً عن تعاطي المخدرات أو أي أمراض نفسية وكل ما سبق يا سادة يحتاج الى تقويم ودراسة وتحليل ليس عن طريق رجال الأمن وحدهم (فهذا ليس من مهامهم) انما عن طريق اخضاع الزوج للكشف الصحي والنفسي لتقدير سلامته النفسية وهذا يتطلب متخصصين في علم النفس والطب النفسي والخدمة الاجتماعية ويحتاج الى توفير الحماية العاجلة للأطفال وللزوجة واخضاعهم أيضاً لجلسات لمعرفة اثر هذا الموقف عليهم والمساعدة في تجاوزه. [email protected]