أنكر داعية متهم بالتدليس على طلابه من خلال إصدار فتاوى تدعم تنظيم «القاعدة» أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض تسلمه خطاباً من مفتي «القاعدة» إبراهيم الربيش المطلوب رقم ثلاثة في قائمة ال85 لوزارة الداخلية السعودية، الذي تلاحقه السلطات الأمنية في اليمن. وقال المتهم الذي عرف بتدليسه على طلابه ومتابعي فتاواه في مؤلفاته الداعمة لتنظيم «القاعدة» في المملكة والعراق إنه لم يتسلم الخطاب خلال رده على تقرير من تسع صفحات صدر من المباحث العامة تدعي على المتهم بنقض ما تعهد به قبيل إطلاق سراحه المشروط، فيما أكد القاضي أن تكذيب المتهم لتهمة «التكفير» لا يحقق البراءة، وطالب منه الإقرار بسلامة منهجه. فيما أعلن القاضي أن الإثنين المقبل قد يكون هو جلسة النطق بالحكم الابتدائي في القضية. وأوضح محامي المتهم خلال نقاشه في الجلسة الذي حضرها المتهم ومعه أربعة من أسرته أمس أنه لم تصله أية ورقة من «مفتي القاعدة» إبراهيم الربيش، وذلك بحسب ما ادعت عليه الجهات الأمنية من خلال رصدها أكثر من 25 ملاحظة، وقال المحامي: «كون الربيش يرسل رسالة، هل أتهم بها؟» فأجاب القاضي: «حتى الآن لم أجرم في التهمة». وأوضح القاضي أن «التغريدات» التي أطلقها أحد أبنائه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» التي تضمنت اتهامه للدولة بالاعتداء على حبس النساء، والمطالبة بحقوقهن، وأن أبواب الإصلاح مغلقة، وتأييده للموقوفين والثناء على منظري الفئة الضالة، ومشروعية اعتصام النساء المطالبين بإطلاق سراح أبنائهم في قضايا أمنية، فأجاب محامي المتهم: «هذه غير صحيحة، والرواية الصحيحة التي صدرت مني هي المطالبة بالعدل معهم، وإعطائهم حقوقهم ورفع الظلم عنهم». وتضمن التقرير الذي صدر من المباحث العامة مخالفته شروط إطلاق السراح بعدد من الملاحظات، تضمنت التقاءه بعدد من ذوي الموقوفين أمنياً، ولقاءه أحد المتهمين في قضية لا تزال منظورة، والتواصل مع النساء، وجمعه الأموال، وممارسته للإفتاء من دون صفة رسمية. وأشار محامي المتهم إلى أن التقرير معظمه غير صحيح، وبعض الزيارات التي أشير إليها هي لمن قاموا بزيارتي، ومنزلي مفتوح للجميع، وقال: «قمت بزيارة إنسانية لأحد المفرج عنهم بكفالة، وكذلك والدة موقوف صدر في حقه حكم بالسجن (30 عاماً) للاطمئنان عليها بسبب مرضها». وحول رصد زيارة أحد النساء له في المنزل، أجاب محامي المتهم: «أن المرأة كانت مع والدها عند زيارتهم في منزلي، ولكن المرأة دخلت عند أهلي». ولفت ممثل الادعاء العام إلى أن التقرير صادر عن الجهات المختصة المراقبة للمتهم بعد إطلاق سراحه المشروط، وهي جهة حكومية والأصل فيه أنه صحيح. وكانت أبرز التهم التدليس على طلابه والمتابعين لفتاواه وفي عموم مؤلفاته ومدوناته بعدم صحة وسلامة المنهج الذي تسير عليه هذه البلاد، تأييده وتواصله ودعمه المادي والمعنوي لبعض قيادات وزعامات تنظيم القاعدة الإرهابي خارج البلاد ممن أعلنوا صراحة مواقفهم ومعاداتهم لهذه البلاد، وتواصله مع بعض أعضاء التنظيم في الداخل، وجمع مبالغ كبيرة وإرسالها لتنظيم القاعدة في العراق والجماعات المسلحة هناك، وتقديم التمويل المالي لبعض أفراد التنظيم الإرهابي في الداخل، وإصداره عدداً من الفتاوى بجواز الخروج لمواطن الفتنة والقتال بقصد القتال فيها وذهاب عدد من الشباب بناء على ذلك، وقدحه وتهجمه على بعض العلماء وتطاوله عليهم ووصفهم بالمرجئة.