حملت حلقة برنامج «اتجاهات» الذي تقدمه الزميلة نادين البدير على قناة «روتانا خليجية» تساؤلات عدة عن منهجية «الإخوان المسلمون»، ووقوفهم عائقاً في وجه التنمية في السعودية، وألقى ضيوف البرنامج سيلاً من الاتهامات على «الإخوان»، كتوغلهم سراً في التعليم والإعلام بالمملكة، لتمرير أهدافهم البعيدة. ولم يتردد ضيوف البرنامج الذي عرض أول من أمس (الأحد) وهم: التربوي والكاتب الدكتور عبدالرحمن الواصل، والمدير العام للتعليم السابق في منطقة الجوف الدكتور صالح السعدون وهو أيضاً باحث في مجال الإخوان والربيع العربي، والتربوي والناشط في مواجهة منهجية الإخوان قاسم الخالدي، في كشف حقائق مهمة عن تنظيم الإخوان، واستغلالهم للدين للوصول إلى السلطة. وفرّق قاسم الخالدي بين السلفية (المنهج الصحيح لكتاب الله) ومنهجية الإخوان الذين يتّخذون من السلفية غطاءً لتشويه المنهج الصحيح، فهم بحسب قوله يستغلون الدين للوصول إلى السلطة وليلصقوا التهمة بالسلفية، أما الدكتور عبدالرحمن الواصل والدكتور صالح السعدون ففرقا بين منهجية الإخوان و«إخوان من طاع الله» الذين يؤرخ وجودهم في المملكة منذ زمن بعيد، وهم كانوا على المنهج السليم، إذ ذكرا أن «الإخوان المسلمون» حركة ماسونية في الأصل بقيادة جمال الدين الأفغاني الذي تدرّج ليصل إلى الدرجة ال33 في الماسونية، وهو الذي وضع أسس «الإخوان» وقوانينهم. وأكد قاسم الخالدي أن جماعة الإخوان المسلمين استغلوا طبيعة المجتمع السعودي المحب لدينه وأهله ليتغلغلوا فيه وليحركوا الجماهير من خلال المشاعر الدينية، خصوصاً أن العامة لا يعرفون فعلاً أهداف وفكر الإخوان الذين لا يبغون سوى الوصول إلى الحكم، «ومن هنا استغلالهم للتعليم والإعلام كقاعدة للانطلاق إلى أهدافهم، ولتجنيد السعوديين من خلال تسللهم إلى المدارس والجامعات». وشرح الدكتور صالح أنه في السعودية خمس تنظيمات إخوانية، مؤكداً أن هذه التنظيمات الخمسة هي تنظيمات حزبية ثابتة وسرية، وهؤلاء بدأوا بالسيطرة على التعليم بدءاً من المراكز الأولى في الوزارة وصولاً إلى المديرين في المناطق، ثم انتقلوا إلى كل مدارس تعليم البنين وأبعدوا مديري المدارس غير الإخوانيين وعينوا مكانهم أعضاء من جماعاتهم. ورأى قاسم الخالدي أن «الإخوان المسلمون» عطّلوا أيضاً عجلة التنمية والتطوير من خلال رؤيتهم المغشوشة والمشوّهة للدين، التي بثّوها في المجتمع. وأعطى مثالاً على ذلك أن المنهج السلفي الذي يعكس المنهج الصحيح، لا يتعارض مع مشاريع التنمية كجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وبرنامج «المبتعثين» الذي شكّل ضربة للإخوان، لأنه سيكشف حيلهم من خلال الجيل الذي سيتعلّم بعيداً عن مناهجهم وسيعمل على التطوير في الوطن. وعن الإرهاب وعلاقته ب«الإخوان المسلمون»، قال الدكتور صالح: «القاعدة مثلاً يتبعون لسيّد قُطب ومنهجه التكفيري والقاتل والمسلّح، وهم حزب صغير مقارنة ب«الإخوان المسلمون» الذين اعتبرهم يغذّون عدداً من الحركات، وبالتالي فإن القاعدة تعتبر جزءاً من الإخوان المسلمون». وذكر الضيوف أن «الإخوان» يحاولون في إضعاف الانتماء الوطني لدى السعوديين، حتى يتناسب مع أجندتهم، وحاربوا التربية الوطنية والنشيد الوطني داخل المدارس، ويرون المناداة بالوطنية تخرج عن الإسلام، في ما كانوا يفتتحون معسكراتهم بنشيد حسن البنّا. أما الحل لهذا الاختطاف والتخوين من «الإخوان المسلمون» بحسب الضيوف فيكون بوضع الشخصيات الواعية في الأماكن المهمة ونشر التوعية وأصحاب الفكر السليم الذين يسعون إلى نشر حب الدين والوطن. وذكر الدكتور صالح أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي تعتبر اليوم وزارة المال ل«الإخوان المسلمون»، «تأخذ الزكوات والصدقات من المجتمع والفقراء السعوديين وترسلها إلى القاهرة ليتولاها المرشد العام للإخوان المسلمون». وعلى رغم الحقائق التي قدمتها نادين البدير في برنامجها، إلا أنها لم تطرح وجهة نظر «الإخوان» في السعودية، فربما تكون الاتهامات الخطيرة التي طرحها ضيوفها قد تكون باطلة، خصوصاً أنهم ركزوا على وجود تنظيمات «الإخوان» في التعليم والإعلام بالسعودية.