أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس أن 2014 سيشهد نهاية لكل بؤر التمرد والصراعات القبلية في السودان حتى تتمكن البلاد من دخول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 2015 وهي خالية من الحروب، ومن دون مناطق خارج المشاركة في عملية الانتخابات. وتعهَّد البشير بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، مؤكداً في خطاب له أمام مؤتمر الشباب السوداني في الخرطوم أن أولوية حكومته الآن هي القضاء على بؤر التمرد والصراع القبلي والجهوي لحفظ دماء وطاقات الشباب والتوجه للبناء «بدلاً عن القتل والتدمير والخراب». وأضاف أن الأولوية ستكون لوقف الحرب في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وأشار البشير إلى إشراك الجميع وإجراء انتخابات شفافة ونزيهة «لأننا نعتبر الجلوس على كرسي الحكم عبادةً وتقرباً لله، ولا يمكن أن نتقرّب لله بالغش والخداع والتدليس». وتابع: «نريد لكل سوداني أن يقول كلمته وخياراته ليقدم قياداته على أن يلتف الجميع حكاماً ومعارضين حول القيادة التي سيتم تقديمها بإظهار مناطق الضعف لإزالتها ومناطق القوة لتعزيزها». وقال البشير إن الحكومة سعت للسلام ووضعته هدفاً استراتيجياً وتفاوضت مع كلِّ من حمل السلاح، موضحاً أن ذلك لم يكن تسيباً أو تشجيعاً لحمل السلاح، ولكن قناعة منها بأهمية الحوار وفي توفير طاقات الشباب التي تُهدر في الحروب. وأكد أن توجه حكومته قائم على إتاحة المشاركة والمنافسة للجميع لإقرار تبادل سلمي للسلطة عن طريق الانتخابات وليس عبر الانقلابات والسلاح، قائلاً: «متمسكون بالتداول السلمي للسلطة وبالوصول إلى السلطة عن طريق الانتخابات لا البندقية والانقلابات». وأشار البشير إلى أنه وجد تجاوباً من القادة السياسيين بمن فيهم قادة المعارضة في شأن قضايا أساسية «السلام والدستور والحكم». إلى ذلك، حمل وزير الخارجية السودانى، علي أحمد كرتي، في شدة على الولاياتالمتحدة الأميركية واتهمها بالسعي إلى فتح «باب من الجحيم» بين السودان وجنوب السودان بسبب قضية النزاع على منطقة أبيي. وقال كرتي إن المبعوث الرئاسي الأميركي الجديد إلى السودان وجنوب السودان، دونالد بوث، الذي يزور الخرطوم حالياً، غير مرحب به إذا كان يعتزم فتح ملف أبيي، واعتذر عن لقائه. وأضاف كرتى في لهجة حادة خلال مؤتمر صحافي أن قضية أبيي لن تكون» سوداوية وظلامية حتى تبحث واشنطن عن شوكة للطعن بها في حلق البلدين»، وشدد على أن واشنطن ليست مؤهلة للحديث عن علاقات السودان بالآخرين، مؤكداً أن السودان لن يسمح للمبعوث الأميركي بأن يكون وسيطاً في قضية أبيي، واتهم واشنطن بمحاولة استغلال القضية لتعكير العلاقات بين الخرطوموجوبا باعتبار أنها القضية الوحيدة المتبقية العالقة بين البلدين. وأضاف، قبيل مغادرته إلى بروكسيل للمشاركة في اجتماع دعا إليه الاتحاد الأوروبي وزيري خارجية السودان وجنوب السودان، أن الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت اتفقا خلال القمة التي عُقدت في الخرطوم أخيراً على تشكيل المؤسسات المدنية والشرطية وإعادة الحياة إلى أبيي وإجراء الترتيبات الانتقالية، وأن الرئيسين سيتداولان حول أبيي، متهماً بعض الجهات في جوبا بالسعي إلى تعكير العلاقة بإثارة ملف أبيي. واستخف كرتي بالتصريحات التي تصدر بين الحين والآخر من قيادات في دولة الجنوب في شأن أبيي، وقال إنها لا تتعدى الاستهلاك المحلي منوهاً إلى أن سلفاكير طرح في القمة الأخيرة في الخرطوم قضية أبيي واتفق مع البشير على الإجراءات الانتقالية. وطالب كرتى المبعوث الأميركي بعدم التدخل، وقال إن الخرطوم لن تسمح بوسيط سوى الاتحاد الأفريقي في هذا الشأن. وجدد كرتي التأكيد على عدم التفاوض مع متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» قائلاً إن حكومته ستتفاوض مع من ينتخبهم أبناء منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتين ينشط فيهما المتمردون.