أعلنت الحكومة الأوكرانية أمس، أنها ستوقف تمويل موازنة الأراضي في شرق البلاد التي تخضع للانفصاليين الموالين لموسكو، فيما اتهم هؤلاء كييف بانتهاك اتفاق سلام ابرمه الجانبان في مينسك، بتجميده قانوناً يمنح منطقة «دونباس» وضعاً خاصاً. وقال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك: «طالما استمرت سيطرة المنافقين على أجزاء من مدينتَي دونيتسك ولوغانسك، لن ترسل الحكومة أموالاً إلى المنطقة». وأضاف في بداية جلسة لمجلس الوزراء: «ما أن ينسحب الإرهابيون الروس من دونيتسك ولوغانسك ونستعيد السيطرة على المنطقتين، سندفع إلى كل مواطن المساعدات الاجتماعية المستحقة له». واستدرك أن كييف لن توقف إمدادات الغاز والكهرباء إلى المنطقتين، علماً أن الحكومة الأوكرانية كانت هدّدت بهذا الأمر. وتابع: «مواطنونا هناك، والحكومة لن تتركهم في البرد لأن ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية. سنتابع إمدادات الغاز والكهرباء. الشتاء يقترب، وإذا اشتد سيكون قاسياً على السكان أولاً». في المقابل، اتهمت «جمهوريتا» دونيتسك ولوغانسك الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بانتهاك اتفاق السلام الذي أُبرم في مينسك في أيلول (سبتمبر) الماضي، بعدما قرّر تجميد قانون حول «الوضع الخاص» للمناطق الانفصالية، يمنحها نوعاً من الحكم الذاتي. وكان الرئيس الأوكراني اتهم الانفصاليين بانتهاك اتفاق مينسك، بعدما نظموا انتخابات الأحد الماضي. ووَرَدَ في بيان مشترك أصدرته «الجمهوريتان» أن قرار بوروشينكو يتعارض مع البروتوكول المُبرم في مينسك، عاصمة بيلاروسيا، والذي اتُفق بموجبه على وقف للنار في شرق أوكرانيا. ونبّه البيان إلى أن «إلغاء كييف الوضع الخاص لدونباس، سيُلحق ضرراً بالغاً بعملية مينسك للسلام»، مضيفاً: «لا يمكن أن تتحرّك جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان على أساس وثيقة فرّغها بوروشينكو من نقاط مهمة أساسية». وأبدى المتمردون استعداداً لإعادة التفاوض على اتفاق مينسك. ميدانياً، أعلنت كييف مقتل جنديَّين وجرح تسعة في شرق أوكرانيا، فيما أفادت بلدية دونيتسك بمقتل مدني وجرح أربعة. إلى ذلك، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن «قوات خاصة روسية» موجودة في أوكرانيا، مضيفاً أن موسكو «تتابع دعم المتمردين، عبر تدريبهم وتقديم المعدات لهم». وأضاف في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: «ندعو روسيا إلى القيام بجهود صادقة إزاء التوصل إلى حلّ سلمي، واستخدام كل تأثيرها على الانفصاليين لإجبارهم على احترام اتفاقات مينسك واحترام وقف النار الذي هو شرط مسبق لإبرام تسوية سياسية للوضع المعقد في أوكرانيا». أما موغيريني فوصفت الانتخابات التي نظمها الانفصاليون بأنها «غير شرعية» تهدّد ب»إضاعة فرصة للحوار الداخلي ومع موسكو» حول اتفاق مينسك. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أطلقت صاروخاً عابراً للقارات من طراز «سينيفا» من غواصة تحت الماء في بحر بارنتس، لاختبار قدرات قواتها الاستراتيجية في سلاح البحرية. الصاروخ الذي يمكن أن يحمل رأساً نووياً، يبلغ مداه نحو 12 ألف كيلومتر. وأفاد ناطق باسم الكرملين ومسؤول أميركي بأنه «لم يتقرر عقد أي لقاء ثنائي» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما الأسبوع المقبل، على هامش قمة مجموعة آسيا – المحيط الهادئ (آبيك) في بكين».