تصاعدت الصدامات أمس في باحة المسجد الأقصى في القدسالشرقيةالمحتلة بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، وللمرة الأولى دخلت عناصر من الشرطة إلى داخل المسجد الأقصى لملاحقة المحتجين الفلسطينيين على اجتياح جماعات يهودية متطرفة المسجد، في ظل مخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما قتل شرطي إسرائيلي بعدما صدمت سيارة يقودها فلسطيني عدداً من المارة الإسرائيليين في القدس. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري إن «عشرات المتظاهرين رشقوا بالحجارة والمفرقعات قوات الأمن التي دخلت بعد ذلك جبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه اليهود على باحة الأقصى) وصدوا المتظاهرين إلى داخل المسجد». وبحسب رواية الشرطة الإسرائيلية فان المتظاهرين الفلسطينيين قضوا الليلة داخل المسجد لمنع زيارة المتطرفين اليهود، وبدأوا بإلقاء المفرقعات والحجارة عند فتح باب المغاربة المؤدي إلى المسجد والمخصص لإدخال الزوار غير المسلمين. وفي خطوة نادرة، دخلت الشرطة الإسرائيلية «بضعة أمتار» داخل المسجد بحسب السمري لإزالة بعض الحواجز التي وضعها الشبان الفلسطينيون وأغلقت عليهم باب المسجد لفتح المجال أمام الزوار. وأشارت سمري في بيان إلى انه» في ضوء الاشتباكات العنيفة وتصاعد أعمال الشغب وبهدف منع مواصلة إلحاق الأذى بأفراد الشرطة وإزالة الحواجز التي تم تثبيتها على الأبواب والأرضية، دخلت القوات عدة أمتار داخل جدران المسجد ليتمكنوا من إغلاق الأبواب» على الشبان الفلسطينيين. وامتدت المواجهات إلى بلدة القدس القديمة المحاذية لباحة الأقصى. وأكد محافظ القدس عدنان الحسيني «هذه أول مرة يقومون فيها بالتغلغل وصولاً إلى المنبر». ووصف الوضع بأنه «صعب. منعونا من الدخول بينما يتمكن اليهود والسياح من التجول بالراحة». وأوضح الحسيني انه خلال الاشتباكات ضربت قنبلة صوت نقاط الكهرباء داخل المسجد، مما أدى إلى اندلاع حريق صغير تمكن الموجودون داخل المسجد من إطفائه. وكان متطرفون يهود دعوا إلى التوجه بكثافة صباح الأربعاء إلى باحة الأقصى للتعبير عن دعمهم ليهودا غليك أحد قادة اليمين المتطرف الذي تعرض لمحاولة اغتيال في 29 تشرين الأول في القدس. ومن جهته، أكد مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة القدس الدكتور أمين أبو غزالة: «قمنا بإخراج 3 إصابات بالرصاص المطاطي، أحدهم أصيب في عينه وآخر في الصدر والثالث أصيب في ساقه، وعالجنا 15 إصابة ميدانياً». وأضاف: «هناك إصابات أخرى بحسب ما نعلم ما زالت داخل المسجد». إلى ذلك، قتل الشرطي وأصيب عشرات عندما قام فلسطيني يقود سيارة بصدم مجموعة من حرس الحدود كانوا يقطعون الشارع قبل أن يواصل دهس المارة المتوقفين في محطة قريبة للقطار الخفيف. ووقع الهجوم بعد ظهر الأربعاء في شارع رقم واحد الذي يفصل بين القدسالشرقيةالمحتلةوالقدس الغربية. وهذا ثاني هجوم بسيارة في القدس في أسبوعين. وقام عبد الرحمن الشلودي (21 سنة) من حي سلوان في 22 من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بصدم مجموعة من الإسرائيليين في محطة للقطار الخفيف في القدس ما أدى إلى مقتل طفلة إسرائيلية -أميركية وامرأة من الإكوادور، وقتلته الشرطة الإسرائيلية في الموقع. وقالت الشرطة إن السائق الذي نفذ هجوم الأربعاء فلسطيني يبلغ من العمر 38 سنة من مخيم شعفاط للاجئين في القدسالشرقية. وأكدت سمري انه بعد توقف السيارة قام السائق المصاب «بالخروج منها وبدأ بضرب المارة بعصا حديدية»، موضحة أن الشرطة الموجودة في المكان قتلته.