اندلعت مواجهات صباح الأربعاء في باحة المسجد الأقصى في القدسالشرقيةالمحتلة بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية بعد اعلان جماعات يهودية متطرفة خططها لزيارة المسجد. وتشهد القدسالشرقيةالمحتلة منذ بضعة اشهر وخصوصا منذ اسبوع، اعمال عنف. ويمثل ملف المسجد الأقصى احد ابرز نقاط التوتر بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. وقالت الناطقة باسم الشرطة لوبا سمري إن "عشرات المتظاهرين رشقوا بالحجارة والمفرقعات قوات الأمن التي دخلت بعد ذلك جبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه اليهود على باحة الاقصى) وصدوا المتظاهرين الى داخل المسجد". وبحسب رواية الشرطة الاسرائيلية فإن المتظاهرين الفلسطينيين قضوا الليلة داخل المسجد بنية منع زيارة المتطرفين اليهود، وبدأوا بإلقاء المفرقعات والحجارة عند فتح باب المغاربة المؤدي الى المسجد والمخصص لإدخال الزوار غير المسلمين. وفي خطوة نادرة، دخلت الشرطة الاسرائيلية "بضعة امتار" داخل المسجد بحسب السمري لإزالة بعض الحواجز التي وضعها الشبان الفلسطينيون واغلقت عليهم باب المسجد لفتح المجال امام الزوار. واشارت سمري في بيان انه "في ضوء الاشتباكات العنيفة وتصاعد اعمال الشغب وبهدف منع مواصلة الحاق الأذى بأفراد الشرطة وازالة الحواجز التي تم تثبيتها على الأبواب والارضية، دخلت القوات عدة امتار داخل جدران المسجد ليتمكنوا من اغلاق الأبواب" على الشبان الفلسطينيين. وقالت صحافية في وكالة الأنباء الفرنسية في الموقع إن المواجهات امتدت الى بلدة القدس القديمة المحاذية لباحة الاقصى. وبعد ان منعت الشرطة الاسرائيلية الشبان من الخروج واحتجزتهم داخل المسجد، تم اعادة فتح الباحة امام الزائرين، ودخل نحو 108 يهودي بالإضافة الى 200 سائح اجنبي. واكد محافظ القدس عدنان الحسيني لوكالة الأنباء الفرنسية "هذه اول مرة يقومون فيها بالتغلغل وصولا الى المنبر". واضاف "الوضع صعب، منعونا من الدخول بينما يتمكن اليهود والسياح من التجول براحة وهذا وضع القدس اليوم وهذه هي الديموقراطية الاسرائيلية". جنديات إسرائيليات يقفن في موضع أمام مسجد قبة الصخرة (أ.ف.ب) واوضح الحسيني انه خلال الاشتباكات فإن قنبلة صوت ضربت نقاط الكهرباء داخل المسجد، مما ادى الى اندلاع حريق صغير تمكن الموجودون داخل المسجد من اطفائه. وعند باب الاسباط اطلق الشرطيون قنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع على الحشود المجتمعة وبينها عشرات الاطفال الذين كانوا ينتظرون للتوجه الى المدارس المجاورة. وبعد ذلك قامت قوات الشرطة التي نشرت مئات من افرادها في البلدة القديمة التي تحلق فوقها المروحيات، بابعاد الحشد عن باحة الاقصى التي اغلقت كل مداخلها. ومن جهته، اكد مدير الهلال الاحمر الفلسطيني في مدينة القدس الدكتور امين ابو غزالة "قمنا باخراج 3 اصابات بالرصاص المطاطي المغلف بالاسفنج، احدهم اصيب في عينه واخر في الصدر والثالث اصيب في ساقه، وعالجنا 15 اصابة ميدانيا". واضاف "هناك اصابات اخرى بحسب ما نعلم ما زالت داخل المسجد". وكان متطرفون يهود دعوا الى التوجه بكثافة صباح الاربعاء الى باحة الاقصى للتعبير عن دعمهم ليهودا غليك احد قادة اليمين المتطرف الذي تعرض لمحاولة اغتيال في القدس. واصيب غليك (48 عاما) بإطلاق النار من راكب دراجة نارية في القدس الغربية وحالته خطرة لكن مستقرة. وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994 بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. وتسمح السلطات الاسرائيلية لليهود بزيارة الباحة الباحة في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها. ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الأقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه. والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع اسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الأماكن لديهم.