تجدَّد التوتر في القدسالشرقيةالمحتلة أمس الأربعاء، واندلعت مواجهات في باحة المسجد الأقصى بين الشرطة الإسرائيلية وشبان فلسطينيين بعد إعلان جماعات يهودية متطرفة خططها لزيارة المسجد. واتهمت الشرطة الإسرائيلية المتظاهرين الفلسطينيين بأنهم «رشقوا بالحجارة والمفرقعات قوات الأمن التي دخلت بعد ذلك باحة الأقصى وصدت المتظاهرين إلى داخل المسجد». وفي خطوةٍ نادرة، دخلت الشرطة الإسرائيلية «بضعة أمتار» داخل المسجد بحسب المتحدثة باسمها لوبا سمري، لإزالة بعض الحواجز التي وضعها الشبان الفلسطينيون وأغلقت عليهم باب المسجد ل«فتح المجال أمام الزوار». في الإطار ذاته، أفادت صحفية في الموقع بأن المواجهات امتدت إلى بلدة القدس القديمة المحاذية لباحة الأقصى. وبعد أن منعت الشرطة الإسرائيلية الشبان من الخروج واحتجزتهم داخل المسجد، تم إعادة فتح الباحة أمام الزائرين ودخل نحو 108 يهود، بالإضافة إلى 200 سائح أجنبي. وأكد محافظ القدس عدنان الحسيني، أن «هذه هي أول مرة يقومون فيها بالتغلغل وصولاً إلى المنبر». ووصف الحسيني الوضع ب«الصعب»، مضيفاً «منعونا من الدخول بينما يتمكن اليهود والسياح من التجول براحة، وهذا وضع القدس اليوم، وهذه هي الديمقراطية الإسرائيلية». وبحسب الحسيني، فإن قنبلة صوت ضربت نقاط الكهرباء داخل المسجد خلال الاشتباكات، ما أدى إلى اندلاع حريق صغير تمكن الموجودون من إطفائه. وعند باب الأسباط، أطلق الشرطيون قنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع على الحشود المجتمعة، وبينها عشرات الأطفال الذين كانوا ينتظرون للتوجه إلى المدارس المجاورة. وبعد ذلك قامت قوات الشرطة التي نشرت مئات من أفرادها في البلدة القديمة بإبعاد الحشد عن باحة الأقصى التي أغلقت كل مداخلها. من جهته، قال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة القدس الدكتور أمين أبو غزالة «قمنا بإخراج 3 إصابات بالرصاص المطاطي المغلف بالإسفنج، أحدهم أصيب في عينه وآخر في الصدر والثالث أصيب في ساقه، وعالجنا 15 إصابة ميدانياً». وتابع «هناك إصابات أخرى بحسب ما نعلم ما زالت داخل المسجد». وكان متطرفون يهود دعوا إلى التوجه بكثافة صباح أمس الأربعاء إلى باحة الأقصى للتعبير عن دعمهم ليهودا غليك، وهو أحد قادة اليمين المتطرف الذي تعرض لمحاولة اغتيال في 29 أكتوبر الماضي بالقدس. وأصيب غليك (48 عاماً) بإطلاق النار من راكب دراجة نارية في القدس الغربية وحالته خطرة لكن مستقرة. وتشهد القدسالشرقيةالمحتلة منذ بضعة أشهر اشتباكات تثير تكهنات باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويمثل ملف المسجد الأقصى إحدى أبرز نقاط التوتر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة للدخول إلى المسجد لممارسة شعائر دينية والإجهار بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه.