أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الصيني شي جينبينغ في بيشكك عاصمة قرغيزستان أمس، استعداد بلاده للتعاون مع بكين لتسوية «مشكلات إقليمية»، بينها «الأزمة السورية»، فيما حضّ شي إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، على «التركيز على دفع حوارات جوهرية» بينها. لقاء روحاني وشي جينبينغ تم على هامش قمة «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تعقد اليوم، والتي تضمّ ستة أعضاء دائمين هم الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان، وخمسة أعضاء بصفة مراقب هم الهند وإيران وباكستان ومنغوليا وأفغانستان، وثلاثة أعضاء بصفة شركاء هم بيلاروسيا وسريلانكا وتركيا. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن المحادثات بين روحاني وشي جينبينغ «تركزت على أهم القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما آخر المستجدات على الساحة السورية»، مشيرة إلى أن الطرفين «قيّما التعاون والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وسبل تطوير التعاون المشترك، لا سيما على صعيد تنفيذ مشاريع نفطية». ونقلت عن روحاني تأكيده أن «وجهات نظر إيران والصين مشتركة إزاء القضايا الإقليمية». كما ذكّر بأن طهران «أعلنت مراراً تطلعها إلى مواصلة نشاطاتها النووية السلمية، وتطالب بإقرار حقوقها المشروعة في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي». ونسبت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إلى شي جينبينغ قوله لروحاني إن بكين «مستعدة لبذل جهود بنّاءة لدفع المحادثات» بين ايران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). ورأى «وجوب احترام الحقوق المشروعة لإيران»، معلناً «تمسك الصين بمبدأ تسوية الملف من خلال المفاوضات». وأشاد ب «الإشارة الإيجابية التي وجّهتها الحكومة الإيرانية الجديدة»، وحض «الأطراف المعنية» على «التركيز على دفع الحوارات الجوهرية قدماً، والسعي إلى تسوية تفيد الجميع». ونقلت وكالة «فارس» عن شي جينبينغ، أن «الصين تتطلع إلى النهوض بمستوى العلاقات والتعاون» مع إيران، نظراً إلى «دورها الإقليمي المهم والمؤثر»، مشدداً على «تعاون البلدين تمهيداً لتسوية سلمية للأزمة السورية»، داعياً روحاني إلى زيارة بكين. وعشية لقاء روحاني والرئيس فلاديمير بوتين اليوم، قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن الجانبين سيناقشان «في شكل مفصّل التعاون العسكري» بين موسكووطهران، مضيفاً: «قدّمنا اقتراحاً جديداً، ونأمل بتسوية هذه المسألة» بعد رفع إيران دعوى أمام المحكمة الدولية في جنيف، تطالب روسيا بتعويض مقداره 4 بلايين دولار، اثر إلغائها عقداً أُبرم عام 2007 لتسليم طهران 5 أنظمة من صواريخ «أس-300». وكانت صحيفة «كوميرسنت» الروسية نقلت عن «مصدر مقرّب من الكرملين» أن بوتين وروحاني قد يبرمان اليوم عقداً بموجبه تزوّد موسكوطهران 5 أنظمة صواريخ أرض - جو متطورة من طراز «أس-300» معدّلة، أُطلق عليها «أنتي-2500». لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف نفى الأمر. وذكرت مصادر أن روحاني وبوتين سيناقشان قضايا أمنية وعسكرية مشتركة، تحديداً مشروع موسكو وضع مخازن الأسلحة الكيماوية السورية تحت رعاية دولية، لتجنيب دمشق ضربة أميركية.