تضاربت معلومات في موسكووطهران أمس، عن زيارة محتملة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران، ليصبح أول زعيم أجنبي يلتقي الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني، بعد تنصيبه في آب (أغسطس) المقبل. وكان بوتين زار طهران للمرة الأولى العام 2007، وشارك في مؤتمر حول توزيع ثروات بحر قزوين، في خطوة اعتُبرت «تاريخية»، إذ كانت الأولى لزعيم روسي أو سوفياتي، منذ «مؤتمر طهران» العام 1943. ورأى خبراء أن الزيارة، إن تمت، تعكس «رهان موسكو على الرئيس المعتدل، ومحاولة مساندة جهوده لدفع ملفات، في مقدمها الملف النووي». لكنهم لاحظوا أنها «تحمل أخطاراً، نظراً إلى تشابك ملفات المنطقة والدور الذي تؤديه إيران إقليمياً». ونقلت صحفية «كوميرسانت» الروسية عن مصادر ديبلوماسية إيرانية وأوساط في الكرملين، أن ثمة محادثات بين موسكووطهران لوضع اللمسات النهائية على الزيارة التي قد تتم في 12 و13 آب، أي بعد نحو أسبوع على تنصيب روحاني. وأشارت إلى أن المشاورات هدفها وضع تصوّر نهائي لجدول أعمال الزيارة ومدتها، لافتة إلى أن الهدف الرئيسي للكرملين هو «اغتنام فرصة وصول روحاني إلى السلطة، لتحريك المفاوضات المتعثرة حول البرنامج النووي الإيراني»، في إشارة إلى توجّه الكرملين لإحياء مبادرة «التنازلات المتبادلة وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة» التي كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف روّج لها طويلاً، لكنها اصطدمت من وجهة نظر موسكووطهران بامتناع الغرب عن تقديم ضمانات مكتوبة برفع كل العقوبات عن ايران، بعد استجابتها مطالب المجتمع الدولي بمراقبة برنامجها ووقفها تخصيب اليورانيوم. وقال مصدر ديبلوماسي روسي للصحيفة إن الزيارة «ستتيح فهم هل أن السلطات الإيرانية الجديدة مستعدة لبذل مزيد من الجهود، للاستجابة لمطالب المجتمع الدولي». وفي طهران، أفادت وكالة «مهر» بأن روحاني «وجّه دعوة رسمية لبوتين لزيارة طهران» في 16 آب، ونقلت عن رئيس «مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية – الروسية» مهدي سنائي إن الرئيس الروسي سيصل إلى إيران عبر سفينة تقلّه إلى السواحل الجنوبية لبحر قزوين، آتياً من أذربيجان. ورجّح سنائي أن يبحث روحاني وبوتين أيضاً في الأزمة السورية، فيما أبلغت مصادر «الحياة» أن الرئيس المنتخب يحاول تعزيز علاقاته مع روسيا والصين، وتفعيل علاقات ايران مع دول آسيوية، لسدّ فراغ أحدثته العقوبات الغربية. لكن وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) نقلت عن الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي نفيه تقرير «كوميرسانت»، معتبراً أنه «ليس صحيحاً». وتجنّب الكرملين التعليق على النبأ، ثم أبلغ الناطق باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف وكالة أنباء «انترفاكس» أن جدول أعمال بوتين يتضمن «زيارات كثيرة قيد الإعداد، وستُعلَن بعد انتهاء التنسيق» في شأنها. وزاد: «لا يمكنني تأكيد نبأ زيارته إيران».