أكد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، خلال رعايته حفلة تخريج نظمتها الجامعة الأميركية للتكنولوجيا (AUT) لطلابها للعام الجامعي 2012 - 2013 في مجمع «إدة ساندز» السياحي في جبيل (شمال)، أن «التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم هو تأمين فرص عمل ملائمة للشباب وحضّهم على البقاء في بلدهم والمساهمة في نموه». وإذ لم يغفل «انعكاس التدهور الأمني في سورية على لبنان»، طمأن إلى أن الحركة في أسواق القطع «طبيعية والليرة اللبنانية مستقرة». وشدّد على أن الأسواق «تعلم أن لدى مصرف لبنان احتياطاً مرتفعاً وإرادة مستمرة في الحفاظ على الاستقرار في الأسعار عموماً وسعر صرف الليرة خصوصاً». وجدّد تأكيده «سلامة مصارفنا ونموها في شكل جيد»، لافتاً إلى «ارتفاع الودائع بنسبة سنوية تفوق 8 في المئة، وازدياد تسليفاتها بنسبة 6.8 في المئة». واستبعد «أية سلبيات على مصارفنا، بعدما تجاوزت أزمة سورية ومصر وقبرص، حتى لو ساءت فيها الأوضاع». ولفت سلامة إلى الأسواق الناشئة التي «تشهد تدهوراً في أسواقها للأوراق المالية وتراجعاً في أسعار عملاتها نتيجة انسحاب رؤوس الأموال لديها لتعود إلى الولاياتالمتحدة حيث بدأت الفوائد بالارتفاع». ورأى أن هذه الحركة «تهدد إمكانات التمويل، كما ترفع الفوائد ونسب التضخم ما يؤثر سلباً في النمو في هذه الدول». وتوجه حاكم «المركزي» اللبناني إلى الخريجين، مشدداً على أن «ثروة لبنان هي عنصره البشري، لأن الاقتصاد بات يرتكز على اقتصاد المعرفة والطاقة البشرية، وهو يضطلع بدور مهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وزيادة دخل الفرد وضمان النمو المستدام». وأعلن أن في مصرف لبنان المركزي «وضعنا بتصرف قطاع اقتصاد المعرفة حوالى 400 مليون دولار، وكفلنا 75 في المئة من استثمار المصارف في هذه الشركات من خلال هندسة مالية لا ترتب أعباء على مصرف لبنان». وذكّر ببرنامج لحفز التسليف المصرفي، ب «وضع مبلغ 2210 بلايين ليرة لبنانية بتصرف قطاعات الإسكان والتعليم والبيئة والطاقة البديلة وريادة الأعمال، والمشاريع الإنتاجية والاستثمارية الجديدة». وأعلنت رئيسة الجامعة غادة صقر حنين، التي منحت سلامة دكتوراه فخرية خلال حفلة تخريج ما يزيد على 400 طالب، «مواكبة الجامعة التطور الأكاديمي العالمي، من حيث الاختصاصات الحديثة الملائمة لتطلعات الشباب وربطها بسوق العمل». وأشارت إلى «أهمية التوأمة مع الجامعات الكبيرة والعريقة»، ولفتت إلى «تصدر الجامعة المركز الخامس بين 44 جامعة في لبنان». واعتبرت أن «شبابنا الذين نحتفل بتخريجهم اليوم هم رجال قضايا مجتمعاتنا وعناصر القوة فيها، لذا هم المؤتمنون على رسالة توسيع الحدود الضيقة وتجاوزها إلى آفاق رحبة واسعة في عصر يتسم بالعولمة والتعددية».