حملت الخرطوم في شدة على واشنطن وطالبتها بالكف عن التدخل في شؤونها الداخلية، واعتبرتها أكبر معرقل لعلاقتها مع جارتها دولة جنوب السودان، ورهنت التعاون مع مبعوثها الجديد دونالد بوث بإقرار خريطة واضحة لإصلاح العلاقات. واتهم وزير الخارجية السوداني علي كرتي في تصريحات صحافية الولاياتالمتحدة بأنها أكبر من يعوّق تحسن العلاقات بين السودان وجنوب السودان، ودعاها «إما للعمل بنية خالصة بين الخرطوم وجوبا أو أن تتركنا في شأننا». وكشف أنه ابلغ رسمياً وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال اتصال هاتفي بينهما الأسبوع الماضي أنه «إذا تعارضت مهمة المبعوث الجديد دونالد بوث مع مساعي الاتحاد الأفريقي في الوساطة بين السودان وجنوب السودان، فلن نعمل معه». وتابع: «في حال كان (بوث) مهتماً بتحسين علاقات واشنطن مع السودان وكانت لديه خريطة واضحة للمساعدة في تسوية الخلافات، فحينئذ سنرحب به، وإذا انصرف إلى قضايا أخرى سننصرف عنه ولن يجد تعاوناً من الخرطوم». وبدا كرتي في تصريحات إلى الإذاعة السودانية خلال استضافة مشتركة مع وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، متفائلاً بنتائج زيارة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت للخرطوم الثلثاء الماضي، وقال إنها أحدثت تحولاً في علاقات البلدين من التوتر إلى التفاهم ومعالجة القضايا عبر الحوار السياسي. في المقابل، وصف وزير خارجية جنوب السودان زيارة سلفاكير للخرطوم بأنها كانت ناجحة بكل المقاييس، وفتحت صفحة جديدة بل أحدثت تحولاً كبيراً في العلاقات. وقال إنه «منذ الآن ستكون الملفات ثنائية بين الدولتين، وهذه رسالة بأن دول الاتحاد الأفريقي يمكن أن تتجاوز خلافاتها وحدها». وكان سلفاكير ميارديت زار الخرطوم الثلثاء الماضي بدعوة من نظيره السوداني عمر البشير حيث جرى بحث القضايا العالقة بين الدولتين والتي تتعلق بعائدات النفط والحدود والنزاع على منطقة أبيي ومشكلة وقف دعم وإيواء الحركات المتمردة ضد حكومتي البلدين.