تعالت أصوات الزفة الأحسائية في القرية الشعبية في المتنزه (القسم النسائي) التي صدح بها المكان، وتجمعت السيدات لمشاهدة العروس الأحسائية وقد تزينت باللباس الأخضر والمطرز والمدقوق بالتطريزات الذهبية فيما زينت خصلات شعرها بالمشموم والحلي الذهبية «المهمة» وكفيها بالأساور و«الكف» وخصرها بالحزام الذهبي ورقبتها بالمزنط، واكتمل الفرح بالبخور والعطور وماء الورد التي تتمازج مع بعضها لتكون خليطاً يفوح بالروائح العطرة و نقشات الحناء التي تزيين يدي العروس وقدميها لتحضر بكامل طلتها على الجماهير وسط الزفة والأهازيج القديمة التي أسعدت الحاضرات، وتجلس على المقعد المخصص لها، حينها تبدأ السيدات بنشر القماش الأخضر على رأسها وترديد بعض الأهازيج والمتعارف عليها قديماً في لوحة فنية متكاملة تصور «العروس الأحسائية « قديماً والفرق بينها وبين العروس في الحاضر وتعريف الجيل الحالي بالعادات القديمة التي لا يعلمون عنها الكثير. هذه الفعاليات التي تقام على هامش مهرجان الأحساء للنخيل والتمور «للتمور وطن»، تلقى إقبالاً كبيراً من الجمهور، خصوصاً أن مزاد التمور شهد قفزة في مبيعاته أمس، حيث بلغ إحصاء البيع مليون و 954 ألف و 110 ريالات، فيما دخل المزاد أكثر من 405 سيارات، ووصل سعر أعلاها 4300 ريال. وأوضح وكيل أمانة الأحساء المهندس عبد الله العرفج، أن الأسعار تتراوح بين 800 إلى 100 ريال، وهناك تأكيد على الجودة التي نسعى لها من خلال وجود فريق متخصص تم تدريبه جيداً، ولوحظ تحسن كثير من الأصناف بسبب العملية التوعية، مشيراً إلى أن السوق تشهد ثقة متبادلة وقوية بين المزارع والدلال والمستهلك بخاصة أن العملية الإلكترونية تتم بتسجيل بيانات المزارعين وإعطائهم «باركود» خاص بكل مزارع مع خاصية تخزين موقع المزرعة لكل مزارع، وتسجيل بيانات المشترين، إضافة إلى تسجيل بيانات دفعات التمور مع «باركود» خاص بكل دفعة و«باركود» خاص بكل صنف، كما يشمل النظام خاصية إضافة أصناف جديدة من التمور، وتسجيل نتائج الاختبارات الخاصة بأصناف التمور وحفظها، واعتماد أصناف التمور أو رفضها والمزاد الإلكتروني الخاص بدفعات التمور. وأضاف أن الفعاليات المسائية المصاحبة للمهرجان المقام بمتنزه الملك عبدالله البيئي عبارة عن عملية توعوية تتناول مستوى التسوق للتمور للأسر عن طريق التجزئة، موضحاً أن المتنزه يشهد العديد من الفعاليات والبرامج الهادفة للزوار. فيما شهد مسرح الفعاليات والمسابقات العديد من المسابقات المتنوعة للكبار وللصغار وسط حضور كبير من الزوار وخصوصاً الأطفال الذين حرصوا على المشاركة في ألعاب جمع الحروف ويطير ولا يطير والقفز وتوزيع الجوائز على الفائزين بمشاركة الدمى فله وتويتي. وشهد مسرح الفعاليات إقامة مسابقة أفضل طبق شعبي من مكونات التمر، حيث أعلنت اللجنة أنها ستقوم باستقبال الأطباق المشاركة للعائلات ورصدت لذلك الجائزة الكبيرة لأفضل طبق شعبي بشرط أن يكون من مكونات التمر. وتفاعل زوار المهرجان من العروض الشعبية التي قدمتها فرقة شعبيات للفنون الشعبية التي امتزجت بالفلكلورات الشعبية المعروفة عن محافظة الأحساء.