سجلت مبيعات مهرجان التمور والنخيل الأول في الأحساء «للتمور وطن»، خلال يوم أمس (الخميس) 4.3 مليون ريال. وقال مدير المزاد رئيس البرامج والفعاليات في المهرجان بدر الشهاب، أن «تمر الخلاص الأكثر مبيعاً، إذ شكّل 86 في المئة. فيما كانت النسبة المتبقية للتمر الموحّد». وأخذت أسعار التمور منحى تصاعدياً في ساحة المهرجان، الذي تعالت فيه أصوات «المحرجين». وأكد الشهاب أن سعر «منّ» تمر الخلاص «سجلّ أعلى سعر له أمس، 6410 ريالات، فيما بلغ أدنى سعر له 910 ريالات، ودخلت إلى ساحة المهرجان 637 سيارة مختلفة الأوزان. وكانت حركة البيع والشراء في مزاد التمور التابع للمهرجان، سجلت أول من أمس (الأربعاء) رقماً جديداً، إذ تم تسجيل أعلى صفقة بقيمة ستة آلاف ريال، والأدنى بقيمة 850 ريالاً، ليغلق السوق بحجم مبيعات إجمالي مقدر بقيمة 3.1 مليون ريال. فيما كانت حركة البيع شملت 428 سيارة مزارع وتاجر، شاركوا في المزاد. وشهدت ساحة المهرجان الذي تنظمه أمانة الأحساء بالشراكة مع مجلس التنمية السياحية، وهيئة الري والصرف، والغرفة التجارية، تدفق أعداد كبيرة من السيارات المحملة بأطنان من التمر منذ ساعات الفجر الأولى، امتدت لمسافة 800 متر، وسط متابعة وتنظيم لجان المهرجان المختلفة. كما شهدت الساحة إقبالاً كبيراً من التجار والمشترين، لتزامن يوم الخميس مع عطلة نهاية الأسبوع. وعبر مزارعون وتجار عن سرورهم بتدخل أمانة الأحساء، «لحماية التمور من الانهيار»، معتبرين خطوتها «انتشالاً لتمور الأحساء، التي تعد الأفضل والأجود والأكثر شهرة على مستوى المملكة». وقال تاجر التمور إبراهيم الحمد: «إن المهرجان حظي بسمعة طيبة ونجاح وذاع صيته، على رغم أنه في أيامه الأولى، ما زاد إقبال المزارعين والمشترين والتجار عليه». إلا أن الحمد ومعه مزارعون آخرون، تمنوا من اللجنة المنظمة «سرعة تفويج السيارات، تخفيفاً على أصحاب التمور وكبار السن من المزارعين». وشكر الدلاّل علي الياسين على «حسن التنسيق والتنظيم الذي شهده سوق التمور»، مبيناً أن هذا الاهتمام «أسهم في تحسن كبير في الأسعار». وقال المزارع محمد التنم: «إن المهرجان أسهم في ارتفاع سعر السوق، والحفاظ على بيع التمور، التي كانت أسعارها متدنية في السنوات الماضية، وهذا ما كنا نطمح إليه منذ زمن طويل، وجاء المهرجان لرفع أسعار السوق، من خلال هذه التظاهرة الجميلة، والتنظيم المنسق، الذي أسهم في رفع قيمة الشراء من المزارعين». وطالب التنم «باستمرار السوق طوال أيام السنة، للحفاظ على جودة المنتج، ومنع الغش التجاري، كما حصل في السنوات الماضية». وأكد أن المهرجان «صحح عدداً من الأمور العشوائية التي كان عليها السوق، من خلال التنظيم وفحص التمور في شكل مرتب، وتصحيح نظرة التجار لسلعة المزارعين، إضافة إلى حضور عدد كبير من الزوار من خارج الأحساء والمملكة، ومن دول الخليج المجاورة». وأكد التاجر في السوق محمد البراهيم، أن المهرجان أدى إلى تنسيق السوق بعد العشوائية الذي كان عليها، وحفظ حقوق التاجر والمزارع من خلال الأسعار، إضافة إلى رفع سعر السوق منذ انطلاقته بمراحل تتعدى أضعاف السنوات الماضية. العرفج: المهرجان يضمن الجودة للمشتري... والسعر للمزارع أعرب وكيل الأمانة للخدمات رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان المهندس عبدالله العرفج، عن ارتياحه من سير المهرجان و«التناغم الذي شهده المهرجان بين البائع والمشتري»، مشدداً على أن اللجنة المنظمة للمهرجان، «ضمنت الجودة للمشتري. كما ضمنت للمزارع استمرارية السعر الجيد، والربح له وللتاجر والدلاّل». وأضاف العرفج، أن «ارتفاع أسعار التمور في المهرجان بصورة تصاعدية، وبلوغ سعر «منّ» تمر الخلاص ستة آلاف ريال، أمر أسعد الجميع، الذين اعتبروا أن ارتفاع الأسعار في شكل متوازن يحقق مصلحة للمزارع وللمشتري على حد سواء». وعزا ما يشهده السوق من بداية قوية إلى «حسن التخطيط الذي بدأ منذ ستة أشهر، وكذلك استيعاب التجار والمزارعين، وتحقيق رغباتهم، وتغيير مناخ السوق في شكل محفز». وتمنى أن يقام هذا المهرجان العام المقبل، في مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتمور، والتي ستكون «أكبر مدن التمور في العالم». بدوره، أبان مدير المزاد رئيس لجنة الفعاليات بدر الشهاب، أن المهرجان يتضمن «برامج وفعاليات وأنشطة استثنائية ومميزة، تنفذ من خلالها برامج سياحية تتعلق في النخلة والتمور، تلبي الأذواق المختلفة للعائلات، من خلال تقديم عروض وفعاليات تعليمية وثقافية وسياحية مختلفة، منها تجسيد حياة الفلاح، ومشاركة الحرف الشعبية المتعلقة بالنخلة والتمور، ومعرض الصور الفوتوغرافية، وورشة المرسم الحر، إضافة إلى تقديم فولكلورات شعبية، وجناح «فلة للتمور»، الذي من خلاله سيتم ترسيخ مفهوم النخيل والتمور لدى الأطفال. كما سيتم إنشاء نموذج للمزرعة الأحسائية وبيت الفلاح للتعريف من خلالهما بمراحل جني الرطب والتمور، ومسابقات يومية حول تأصيل فكرة المهرجان ومسابقة المزارع الصغير، وبرنامج خاص يحمل اسم «تعرف على تمور حسانا»، وكرنفال التمور. وأبان الشهاب أنه سيتم «إشراك زوار المهرجان في المسابقات لتقديم أفضل طبق شعبي من منتجات التمور مثل العصيد والمعمول والممروس وكيك التمر وحلا التمور والخبز العربي الأحمر، كما سيشارك المزارعون في هذه البرامج بمسابقة أفضل وأجود منتج تمور، وأفضل وأجود منتج دبس التمر، يقدم من العارضين. وسيكون هناك برامج توعوية من خلال تقديم محاضرات وندوات بالتنسيق مع الإرشاد الزراعي وبرنامج الفوائد الصحية للتمور، والتعريف بكيفية الاستفادة من مشتقات النخيل والأهازيج الخاصة بموسم الصرام».