توعدت وزارة الداخلية في الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة بالتصدي بقوة لأي محاولات لزعزعة الاستقرار في قطاع غزة، متهمة إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودولاً عربية لم تسمها بالتخطيط لإنهاء حكمها المنفرد في قطاع غزة منذ العام 2007. وقال الناطق باسم الوزارة إسلام شهوان خلال مؤتمر صحافي في غزة تم ترتيبه على عجل أمس، إن القطاع «يتعرض الى استهداف متواصل من الاحتلال الإسرائيلي وأدواته في المنطقة»، موضحاً أنه «من خلال عمل ومتابعة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة، رصدت أخيراً تحركات مشبوهة لبعض الأفراد تستهدف صمود شعبنا وجبهته الداخلية ومقاومته الباسلة، وتم وضع هؤلاء الأشخاص في دائرة المتابعة الأمنية المكثفة التي كشفت ارتباط بعضهم بالتخابر مع الاحتلال الصهيوني». وأشار الى «اعتقال هؤلاء الأشخاص والتحقيق معهم ليسجلوا اعترافات خطيرة عن مخطط كبير يستهدف ضرب القطاع وإثارة القلاقل واستهداف شخصيات، وتشترك فيه أجهزة مخابرات الاحتلال الصهيوني وجهاز مخابرات سلطة رام الله والأمن الوقائي وأجهزة مخابرات دول عربية سنكشف عنها لاحقاً». وعرض شهوان شريط فيديو يُظهر شخصاً مغطى الوجه يعترف بأنه متعاون مع اسرائيل. وقال ان «المعتقلين اعترفوا أنهم تنقلوا بين القطاع ودول عربية، وتم اعتقال أحدهم أثناء عودته الى القطاع في إطار وضع الخطط لاستهداف القطاع بعدما التقى قيادات أمنية هاربة من القطاع من جهازي الأمن الوقائي والمخابرات مقيمة في إحدى الدول العربية، وهو أيضا متخابر مع الاحتلال الإسرائيلي». وحمّل «الاحتلال الإسرائيلي وأدواته في المنطقة المتمثلة في مخابرات السلطة الفلسطينية والأمن الوقائي ومخابرات دول عربية، كامل المسؤولية عن كل النتائج المترتبة على ذلك». وقال إن الوزارة والأجهزة الأمنية «ستقف بالمرصاد لكل هذه المحاولات الخسيسة، ولن تسمح لكائن من كان أن يهدد أمن شعبنا وسلامته ومقاومته الباسلة، وما عجز الاحتلال عن تحقيقه بالصواريخ لن يناله بالفوضى»، في اشارة الى دعوات التمرد على حكم «حماس». وأضاف: «ستتم إحالة المعتقلين على القضاء الفلسطيني بعد انتهاء التحقيقات معهم»، معتبراً أن هذه المخططات «باتت مكشوفة لأجهزتنا الأمنية، وجبهتنا الداخلية قوية متماسكة، ولن نتهاون في التعامل مع أي تهديد للاستقرار والأمن العام». وجاء المؤتمر الصحافي قبل نحو ساعتين من الدعوة التي وجهتها حركة «تمرد على الظلم» الى «الغزيين» بالتصفير، وبعد شهرين من دعوتها «الغزيين» للنزول الى الشارع في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لإنهاء حكم «حماس، فيما يشهد القطاع احتقاناً كبيراً بسبب الاعتداء على الحريات العامة وأزمات الوقود والكهرباء والحصار وغيرها. كما يأتي المؤتمر بعد ساعات قليلة من تأكيد القيادي في «حماس» صلاح البردويل أن «هناك قراراً واضحاً من الحركة بعدم التدخل أو قمع الناس في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل أو في أي وقت». وقلّل «غزيون» من شأن ما ورد في المؤتمر الصحافي، وقال أحدهم على «فايسبوك» بسخرية: «بصراحة سمعت عن عميل مزدوج، أما عميل لإسرائيل والوقائي ومخابرات فلسطينية ومصرية وعربية، فهذا عميل سوبر أو رئيس جمعية الرفق بالجواسيس!». ورأت أخرى أن «بيان الداخلية ينفع سيناريو فيلم من بطولة ميل غيبسون، ويكون اسمه السوبر عميل». وبسخرية علقت ثالثة: «لا تتكلم عن أداء اي حكومة، فأنت ترتكب جريمة شرف! الحكومة مؤنث، والشك بسلوكها قد يؤدي الى كوارث! إفرض قتلناها وطلعت بريئة!». وباستهزاء، قالت رابعة: «حاضر يا تمرد على الظلم في غزة، سنقرع الطناجر اليوم بعد صلاة الجمعة، وسنطلق صافراتنا، كما أردتم. صافراتنا وطناجرنا ستتمرد على تمردكم، ولن نكون إلا مع العرض العسكري المهيب لفصائل المقاومة» الذي نُظم بعد ظهر أمس شمال القطاع احتجاجاً على المفاوضات مع اسرائيل. يذكر ان حركة «تمرد على الظلم» هي واحدة من 3 حركات تحمل اسم «تمرد» في غزة، والثانية هي حركة «تمرد على الانقسام» الفلسطيني، والثالثة هي «التمرد الفلسطيني».