خرج عشرات الآلاف في مسيرة جابت شوارع العاصمة الروسية موسكو اليوم الثلثاء حاملين الاعلام واللافتات التي تشيد بروسيا بوصفها قوة كبرى خلال عرض سنوي يرقى هذا العام الى كونه تأكيداً لتحدي الغرب بشأن أوكرانيا. ولم يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مسيرة "يوم الوحدة" لكنه ألقى كلمة في وقت لاحق تصور روسيا على انها أقوى من الناحية المعنوية في مواجهة مع الغرب قائلاً إنها متحدة في التصدي "لتحديات صعبة". وذهب الساسة لأبعد من ذلك في إستعراضهم للحماس السياسي خلال حفل موسيقي أقيم عقب المسيرة قالت الشرطة إنه اجتذب أكثر من 70 ألف شخص كان بعضهم يرقص ويغني ويلوح بعلم البلاد. وحمل آخرون لافتات كتب عليها "الشعب المتحد شعب لا يقهر" و"قوتنا في وحدتنا". وحمل البعض الآخر لافتات تناصر الانفصاليين المؤيدين لروسيا الذين يقاتلون القوات الحكومية في شرق أوكرانيا. وسار نحو 75 الف شخص وفق الشرطة في الشارع الرئيسي في موسكو وهم يهتفون "نثق ببوتين"، حاملين أعلاماً روسية وشرائط القديس جورج، رمزاً لتأييد الانفصاليين المقربين من روسيا في شرق اوكرانيا. ويشهد 4 تشرين الثاني (نوفمبر) كل سنة تظاهرات ومسيرات في كبرى مدن البلاد بمناسبة يوم الوحدة الوطنية، وهو يوم اجازة في روسيا احتفالاً بطرد القوات البولندية المحتلة من الكرملين في 1612. في سياق متصل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ اليوم إن "قوات روسية تتحرك مقتربة من الحدود مع أوكرانيا وإن موسكو لا تزال تدرب متمردين في شرق البلاد وتمدهم بالعتاد". وأضاف في مؤتمر صحافي مع فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "نلاحظ قوات روسية تقترب من الحدود مع أوكرانيا". وتابع: "تواصل روسيا دعم الانفصاليين بتدريبهم وتزويدهم بالعتاد وتدعمهم أيضاً بقوات خاصة روسية داخل المناطق شرق أوكرانيا". من جهة ثانية، اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي الجديدة فديريكا موغيريني ان الانتخابات التي نظمها انفصاليو شرق اوكرانيا في لوغانسك ودونيتسك ووصفتها بأنها "غير شرعية" وتهدد بإضاعة فرصة للتفاوض حول السلام مع موسكو. وقالت موغيريني إن "التهديد الرئيسي الذي اراه اليوم هو ان يؤدي ذلك الى اضاعة فرصة للحوار الداخلي ولكن ايضاً للحوار مع موسكو" حول خطة سلام تقوم على وقف اطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في ايلول (سبتمبر) في مينسك. واضافت الوزيرة أن "الانتخابات المزعومة" هي انتخابات "غير شرعية وغير قانونية" وانه لن يتم الاعتراف بها. واضافت "انها تشكل تهديداً خطيراً لسبيل الحوار والسلام الذي فتحه بصعوبة وكذلك بحكمة الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو". وقالت موغيريني إن "الاوكرانيين عملوا للتوصل الى اتفاق السلام هذا وهذا ما يطلبون منا دعمه لانها طريقة لتسوية الازمة".