الأعوام التي اجتازها معرض الشارقة الدولي للكتاب بعد تأسيسه في 1982 أثبتت أن معرضاً أضحى في حجمه، واقعاً ورمزاً، لم يعد في إمكانه ان يلتفت الى الوراء. هذا المعرض كان في طليعة معارض الكتب في الخليج، لا يزال اليوم في عقب مشروع التحديث الذي شهده في الاعوام الاخيرة على رغم جو الحماسة الذي يهيمن على عالم الكتاب خليجياً. وها هي الدورة الثالثة والثلاثون من المعرض، ( 5 - 15 الجاري، مركز اكسبو الشارقة) تحتفل بالكتاب بكل ما يعني الكتاب من ابعاد وتفاصيل ووقائع وندوات وتقنيات. تتضمن الدورة الجديدة برامج ونشاطات فكرية وأدبية لا تحصى، يشارك فيها عشرات الشخصيات الإمارتية والعربية والعالمية، وبينها نخبة من الروائيين والإعلاميين والمفكرين والفنانين والأكاديميين، إضافة الى مئات الآلاف من عناوين الكتب التي ستعرض على مساحة 13500 متر مربع. ولعلّ ما يميّز الدورة الراهنة مواكبتها احتفالات «الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية»، وقد تم اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) لتكون ضيف شرف المعرض، تقديراً لدورها الريادي في نشر الثقافة الإسلامية السمحة على المستوى العالمي، وتم ايضاً اختيار عبد العزيز بن عثمان التويجري - المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، شخصية العام الثقافية، تقديراً لعطاءاته وإسهاماته الفكرية، وجهوده في العالم العربي والإسلامي. وتشارك في الدورة الثالثة والثلاثين 1256 دار نشر من 59 دولة، من بينها 35 دولة أجنبية، وجاءت الزيادة هذا العام بفضل الجهود التي يبذلها المعرض في التواصل مع دور النشر الأجنبية، والمشاركات الخارجية في المعارض التي تنظمها مختلف دول العالم، وهو ما دفع نحو 12 دولة أجنبية إلى المشاركة في المعرض للمرة الأولى وهي: أيسلندا، وفنلندا، والمكسيك، وكرواتيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وسلوفينيا، وهنغاريا، ومالطا، ونيوزيلندا، وماليزيا، ونيجيريا. واحتلت دولة الإمارات العربية المتحدة، صدارة الدول المشاركة في المعرض من حيث عدد دور النشر، بواقع 141 داراً، وتليها: مصر - 140 داراً، لبنان -105 دور، روسيا -75 داراً، سورية - 68 داراً، الهند 56، الأردن -51، وتتصدر بريطانيا الدول الأوروبية مع مشاركة 51 داراً، وتحضر الولاياتالمتحدة ب 27 داراً، وتشارك إيطاليا ب 13 دار نشر. وستعرض الدور المشاركة مجتمعة أكثر من مليون وأربعمئة ألف عنوان في مختلف العلوم والثقافات والمعارف واللغات، وتركزت زيادة دورة العام الجاري في عناوين الكتب العربية، فيما ستتوافر الكتب المعروضة بنحو 210 لغات عالمية. ويقدم المعرض هذا العام 780 نشاطاً، وتتوزع هذه النشاطات على البرنامج الفكري، وبرنامج الطفل، وركن الطهو، ومحطة التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ميادين أخرى عامة. ومن أبرز الشخصيات العربية والعالمية التي يستضيفها المعرض، وتشمل كُتّاباً، وشعراء، ومفكرين، وفنانين، وإعلاميين: الممثل عادل إمام، وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط، الروائية أحلام مستغانمي، الإعلامي حمدي قنديل، أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر سابقاً، الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا، أحمد عمارة إضافة إلى ثلاثة عشر فائزاً ومرشحاً للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر). وتشمل قائمة أبرز ضيوف المعرض الأجانب الكاتب والروائي العالمي دان براون، الكاتبة الباكستانية كاملة شمسي، الصحافي الأميركي دوغلاس برستون، الكاتب الهندي شيف خيرا، الكاتب الهندي أميتاف غوش، الكاتبة الأسترالية الجنسية العربية الأصل رندة عبد الفتاح، الكاتب أميش تريباثي الذي يعتبر «نجم الأدب الأول في الهند»، ومانغو واريير الممثلة الهندية. أما برنامج الطفل فهو زاخر هذا العام بنشاطات تدمج بين التسلية والتعليم والتثقيف، وتشمل عروضاً مسرحية وفنية، ودورات تدريبية، وندوات توعية. ويشهد معرض الشارقة إقامة المؤتمر المشترك بين المعرض وجمعية المكتبات الأميركية، وذلك للمرة الأولى في المنطقة، بين 11 و13 الجاري. وتتناول جلسات المؤتمر والورش التدريبية المرافقة له، مجموعة من المواضيع والقضايا التي تخص أمناء المكتبات العامة، والأكاديمية، والمدرسية، والحكومية، والخاصة، بمشاركة خبراء محليين وعالميين.