اتهم المدير الجديد للوكالة البريطانية للمراقبة روبرت هانيغان شركات التكنولوجيا العملاقة على رأسها "فايسبوك" و"تويتر" و"واتسآب" أنها أصبحت شبكات للقيادة والسيطرة بالنسبة إلى الإرهابيين والمجرمين. وقال هانيغان الذي تولى أخيراً إدارة الوكالة المكلفة التنصت، في مقال نشر في صحيفة "فايننشال تايمز" أمس الإثنين، إن إرهابيّي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية والعراق "استغلوا شبكة الإنترنت ويستخدمونها لتخويف الناس واستقطاب الجهاديين من كل أنحاء العالم". وأضاف أن المتطرفين في تنظيم "الدولة" استخدموا الرسائل ووسائل التواصل الاجتماعي مثل "فايسبوك" و "تويتر" و"واتسآب" بلغة يفهمها جمهورهم، لافتاً الى أن "استخدامهم الأوسام (هاشتاغ) الفعالة لنشر المواد وإيصالها على أوسع نطاق مثل وسم كأس العالم ووسم إيبولا، وقدرتهم على إرسال 40 ألف تغريدة في يوم خلال تقدمهم في الموصل في العراق من دون أي ضوابط، يؤكد سهولة استخدامهم وسائل الإعلام الجديدة". وقال "إن أعجبها ذلك أم لا، أصبحت (شركات التكنولوجيا)، الشبكات المفضلة للقيادة والسيطرة بالنسبة إلى الإرهابيين والمجرمين". وحضّ هانيغان هذه الشركات على الانفتاح والعمل في شكل وثيق مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، معتبراً أن الوقت حان لكي تواجه "بعض الحقائق المزعجة" وأن تعرف أن الخصوصية ليست "حقاً مطلقاً"، محذراً من أنه في حال عدم تعاون شركات التكنولوجيا الأميركية "سنكون في حاجة إلى قوانين جديدة لضمان أن تكون وكالات الاستخبارات قادرة على تعقّب الإرهابيين وملاحقتهم". وأضاف هانيغان أنه "لا يمكن جهاز الاتصالات الحكومي ووكالات الاستخبارات معالجة هذه التحديات على نطاق واسع من دون دعم أكبر من القطاع الخاص، بما في ذلك أكبر شركات التكنولوجيا الأميركية التي تهيمن على الشبكة العنكبوتية". وتابع قائلاً "أتفهم أن علاقتها (الشركات) بالحكومات مضطربة. وأنها تطمح إلى أن تكون قنوات محايدة أو خارج نطاق السياسة"، لكنه أوضح "أن خدماتها لا تبث فقط مواد التطرف العنيف أو استغلال الأطفال، بل تمثل طرقاً لتسهيل الجريمة والإرهاب". وتعتبر تعليقات هانيغان من الانتقادات الأكثر جرأة حتى الآن لشركات التكنولوجيا الأميركية، وتأتي وسط توترات متزايدة بعد تسريبات العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن.