يبدو أن أم فاطمة (57 عاماً)، ستظل طوال حياتها أسيرة للكرسي المتحرك الذي تجلس عليه منذ نحو عشرة أعوام، بالنظر إلى تأكيد الأطباء أن شفاءها صعب جداً. ربما قلة في العالم الذين يعيشون حياة مشابهة لتلك التي تعانيها «الخمسينية» أم فاطمة، فهي تكاد تكون جمعت المآسي كلها، بداية من مصارعة الفقر وتحمل مرض أنهك جسدها، ونهاية بالآلام والمصاعب النفسية والجسدية التي ترزح تحت وطأتها حتى الآن. وما يزيد حياتها بؤساً أنها تقاسي هذا كله وحيدة في شقتها البسيطة في حي شعبي وسط الرياض، تدفع إيجارها من صدقات المحسنين. وتقول أم فاطمة: «أعاني من أمراض عدة منها السكر وضغط القلب وضعف النظر، إضافة إلى الفشل الكلوي، والسمنة المفرطة التي لا أستطيع المشي منها» مضيفة: «أجري غسيلاً للكلى ثلاثة أيام في الأسبوع، وأعاني من صعوبة في المواصلات عند ذهابي إلى المستشفى بسبب عدم توافر وسيلة نقل خاصة، إضافة إلى صعوبة نزولي من مقر سكني على كرسي متحرك، وأنا وحيدة لا أستطيع عمل شيء، إلا بمساعدة المارة والجيران». وتوضح: «لديّ ثلاث جلسات في الأسبوع لغسيل الكلى، كل جلسة مدتها لا تقل عن أربع ساعات، في تلك اللحظات تداهمني الآلام من كل صوب وتنطلق الأحزان في داخلي في غرفة جدرانها بيضاء أرسم من خلالها عبرات، كي أنتهي من هذه المعاناة»، لافتة إلى أنها ملت من المستشفيات وروائح الأدوية التي رافقتها مدة طويلة. وتتابع أم فاطمة: «حالتي النفسية سيئة للغاية بسبب حالتي المادية وكثرة الأمراض، فليس لديّ دخل شهري إلا من الضمان الاجتماعي فهو لا يكفي لشراء بعض الأدوية، ولا يكفي لسد حاجات منزلي المتواضع». وتستدرك: «أسكن في بيت إيجاره السنوي عشرة آلاف ريال، لا أستطيع الإيفاء بها لظروفي المالية الصعبة التي أجبرتني على الحديث عبر وسائل الإعلام»، مؤكداً أنها مهددة بالطرد من المنزل إذا لم تدفع الإيجار. تدهور الحال الصحية لأم فاطمة كان السبب الحقيقي الذي غير مجرى حياتها، لتصبح غير قادرة على خدمة نفسها وتوفير قوتها اليومي. ولا تتوقف معاناتها على آلام الأمراض، فالمواصلات تحولت إلى كابوس يومي، خصوصاً في ظل وضعها الصحي المأسوي، «أعاني من تكاليف المواصلات يومياً، ووضعي المادي لا يستوعب الكثير من النفقات المادية، خصوصاً أنه لا يوجد دخل ثابت لديها»، موضحة أن الآلام تداهمها أحياناً ولا تجد من يسعفها إلى المستشفى. ووجهت أم فاطمة مناشدة لفاعلي الخير لمساعدتها لتوفير كامل العلاج لها، في ظل محدودية إمكاناتها وعدم قدرتها على الإيفاء بمتطلبات علاجها، فكل ما تطلبه أن تعالج على نفقة الدولة، في ظل سوء أوضاعها الصحية وحاجتها إلى مد يد العون.