ربما قلة في العالم الذين يعيشون حياة مشابهة لتلك التي تعانيها الخمسينية أم فهد، فهي تكاد تكون جمعت المآسي كلها، بداية من مصارعة الفقر وتحمل مرض أنهك جسدها. وما يزيد حياتها بؤساً أنها تقاسي هذا كله وحيدة في شقتها البسيطة في حي شعبي وسط الرياض، تدفع إيجارها من صدقات المحسنين. تقول أم فهد (55 عاماً): «أعاني من أمراض عدة منها (السكر، ضغط القلب، ضعف في النظر، فشل كلوي، سمنة مفرطة لا أستطيع السير منها)، وأجري غسيلاً للكلى ثلاثة أيام في الأسبوع، وأعاني من صعوبة في المواصلات عند ذهابي للمستشفى بسبب عدم توافر وسيلة نقل خاصة». وتضيف: «لدي ثلاث جلسات في الأسبوع لغسيل الكلى، كل جلسة مدتها لا تقل عن أربع ساعات، في تلك اللحظات تداهمني الآلام من كل صوب وتنطلق الأحزان في داخلي في غرفة جدرانها بيضاء أرسم من خلالها عبرات، كي أنتهي من هذه المعاناة»، لافتة إلى أنها ملت من المستشفيات وروائح الأدوية. وتتابع بصوت باكٍ: «حالتي المادية المعدومة وكثرة الأمراض أرهقتاني كثيراً، ليس لدي دخل شهري إلا من الضمان الاجتماعي فهو لا يكفي لشراء بعض الأدوية، ولا يكفي لسد حاجات منزلي المتواضع». وتستدرك أم فهد: «أسكن في بيت إيجاره السنوي 8 آلاف ريال، لا أستطيع الإيفاء بها نظراً لظروفي المالية الصعبة»، مؤكداً أنها مهددة بالطرد من المنزل إذا لم تدفع الإيجار. تدهور حالتها الصحية كان السبب الحقيقي الذي غير مجرى حياتها، لتصبح غير قادرة على خدمة نفسها وتوفير قوتها اليومي. لا تتوقف معاناة أم فهد على آلام الأمراض، فالمواصلات تحولت إلى كابوس يومي، خصوصاً في ظل وضعها الصحي المأسوي، «أعاني من تكاليف المواصلات يومياً، ووضعي المادي لا يستوعب الكثير من النفقات المادية، خصوصاً أنه لا يوجد دخل ثابت لديها»، موضحة أن الآلام تداهمها أحياناً ولا تجد من يسعفها إلى المستشفى. ووجهت أم فهد مناشدة لفاعلي الخير لمساعدتها لتوفير كامل العلاج لها، في ظل محدودية إمكاناتها وعدم قدرتها على الإيفاء بمتطلبات علاجها، فكل ما تطلبه أن تعالج على نفقة الدولة، في ظل سوء أوضاعها الصحية وحاجتها إلى مد يد العون، لعل الله يكتبها في ميزان حسناتهم.