سنوات عدة والألم مستمر والآهات تتكرر عند كل وخزة إبرة لغسيل الكلى. أنهك المرض جسدها النحيل الذي أصبح يعيش على الغسيل وتغيرت حياتها، فبدلاً من أن تمضي أوقاتها في بيتها، أصبحت ملازمةً لغرف المستشفيات.عندما قرر الأطباء إجراء جراحة زراعة الكلى نسيت نفسها وذرفت الدموع على أبنائها، ولكنها وعلى رغم ذلك لم تجد متبرعاً، مما زاد معاناة أبنائها الذين ينتظرون ووالدتهم مستقبلاً مجهولاً في حال فشل الجراحة. وتقول أم مشعل (45 عاماً): «لدي ثلاث جلسات في الأسبوع لغسيل الكلى، كل جلسة مدتها لا تقل عن أربع ساعات، تبدأ بإبرتين إحداهما في الوريد وأخرى في الشريان، يغسل الدم عن طريق آلة تحت الجلد والآلة الأخرى بجانب السرير». وتضيف: «في تلك اللحظات تداهمني الآلام من كل صوب وتنطلق الأحزان في داخلي في غرفة جدرانها بيضاء أرسم من خلالها عبرات، كي أنتهي من هذه المعاناة»، لافتة إلى أنها ملت من المستشفيات وروائح الأدوية. وتستدرك أم مشعل: «لكني لا أستطيع التوقف عن مراجعة المستشفيات بسبب ضرورة الغسيل، وتزداد نفسيتي استياء عندما أكون في الغسيل ولا أجد من يستقبل أطفالي داخل المنزل عند عودتهم من المدارس، مع أننا يمكن أن ننتهي من هذا العذاب في حال تم توفير من يتبرع لي بالكلى»، مشيرة إلى أن الجراحة ووجود المتبرع استغرقا الكثير من الوقت. لا تتوقف معاناة أم مشعل على آلام المرض والخوف على الأبناء، فالمواصلات تحولت إلى كابوس يومي، خصوصاً في ظل وضعها الصحي المأساوي «أعاني من تكاليف المواصلات يومياً، ووضعي المادي لا يستوعب الكثير من النفقات المادية، خصوصاً أنه لا يوجد دخل لدينا إلا من خلال ابنتي التي تتقاضى من وظيفتها 2500 ريال شهرياً»، موضحة أن الآلام تداهمها أحياناً ولا تجد من يسعفها إلى المستشفى.