تقدم مقاتلو «الجيش الحر» في منطقة استراتيجية في ريف حلب شمال سورية، كانت تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد التي شنت أمس حملة عنيفة من القصف على ريف إدلب في شمال غربي البلاد، في وقت سيطر مقاتلون إسلاميون متشددون على حاجز للقوات النظامية عند مدخل بلدة ذات غالبية مسيحية شمال دمشق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلين من «جبهة النصرة» وكتيبة إسلامية أخرى سيطروا أمس على حاجز للقوات النظامية عند مدخل بلدة معلولا اثر هجوم أدى إلى مقتل ثمانية عناصر من القوات النظامية. وأوضح المرصد أن الهجوم بدأ «بتفجير مقاتل من جبهة النصرة يقود عربة صغيرة نفسه عند الحاجز، لتندلع بعد ذلك اشتباكات بين المقاتلين وعناصر القوات النظامية». وأشار إلى أن الطيران الحربي شن ثلاث غارات على الأقل على الحاجز بعد سيطرة المقاتلين عليه. وأظهر شريط بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني مقاتلين يتحدثون عبر أجهزة لاسلكية عند الحاجز، كما ظهرت جثث لأفراد يرتدون ملابس عسكرية. وقالت إحدى سكان البلدة في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «عناصر جبهة النصرة قصفوا البلدة باستخدام قذائف الهاون والرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية». وأضافت هذه السيدة التي رفضت كشف اسمها: «هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها هجمات مماثلة». وفي شمال غربي البلاد، نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في جبل الأربعين قرب مدينة أريحا التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها أول من أمس، في حين ألقت قوات النظام ثمانية براميل متفجرة على مناطق في بلدة سراقب المجاورة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى أن القصف طاول عدداً من قرى جبل الزاوية. وفي شمال شرقي البلاد، سيطرت «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» و «الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم، على قرى خويتلة وخدعان ومشيرفة التابعة لبلدة تل كوجر في الحسكة، عقب اشتباكات مع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة»، في حين استهدف مقاتلون أكراد بالأسلحة الثقيلة مقرات لمتشددين في قرى كرهوك وكري فاتي واليوسفية وتل حجر. وقال «المرصد» إن مقاتلي المعارضة قصفوا مواقع لقوات النظام في مستشفى الدويرينة ريف حلب شمالاً، حيث تتمركز دبابات وأسلحة ثقيلة. وأفاد موقع «زمان الوصل» أن مقاتلي «الجيش الحر» أحكموا السيطرة على عدد كبير من الكتل السكنية في منطقة معرة الأرتيق بعد تقدمهم اول من امس في ضهرة عبد ربه الاستراتيجية والقريبة من مقر المخابرات الجوية في حلب. وأشار الموقع إلى أن اتصالات تجري للإعداد لصفقة تبادل بين الثوار وقوات النظام، بعد تمكّن الثوار من أسر عدد كبير من قوات الأسد في معركة خان العسل الأخيرة. وفي غرب البلاد، تعرضت مناطق في بلدة سلمى وطريق آرا لقصف من القوات النظامية ترافق مع استهداف الكتائب المقاتلة بصواريخ محلية مراكز القوات النظامية في جبل دورين ومنطقة استربة ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوفها. وفي جنوب البلاد، قال «المرصد» إن قوات النظام قصفت بالهاون مناطق في مدينة دوما في وقت استهدفت الكتائب المقاتلة بقذائف الهاون مراكز للقوات النظامية في الغوطة الغربية ووردت أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية. وسقطت قذائف هاون على محيط صالة الفيحاء الرياضية في دمشق وقذيفتان عند مدخل نفق الفيحاء ما أدى إلى مقتل لاعب المنتخب الوطني للتايكوندو وسقوط عدد من الجرحى. إلى ذلك، أفاد مصدر طبي أردني أن أحد مستشفيات محافظة المفرق في شمال البلاد استقبل 12 سورية مصابين بطلقات نارية ومعظمهم في حال حرجة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن مدير مستشفى الرويشد الحكومي الطبيب موسى أبو عاقولة قوله إن «قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى الرويشد استقبل 12 مصاباً سورياً بطلقات نارية داخل الأراضي السورية»، مضيفاً أن «الأجهزة الأمنية المختصة أخلت المصابين في أعقاب دخولهم الحدود إلى المستشفى». وأوضح أبوعاقولة أنه «تم تقديم الإسعافات الطبية اللازمة لهم ومعظمهم في حال حرجة ما استدعى تحويل ثلاثة منهم إلى مستشفى البشير (في عمان) ومثلهم إلى مستشفى المفرق الحكومي (70 كلم شمال) لعلاجهم جراء إصابتهم البليغة فيما تم إدخال ستة من المصابين إلى المستشفى لمراقبتهم».