ناشدت والدة الأسير معتصم رداد المجتمع الدولي والمؤسسات العاملة في الدفاع عن الأسرى وحقوق الإنسان الضغط على إسرائيل من أجل إنقاذ حياة ابنها الذي انتشر السرطان في معظم أنحاء جسده وتركز في أمعائه وباتت حياته مهددة بالخطر الشديد. وأبلغت رداد أمس مركز الأسرى للدراسات أن ابنها وجه رسالة إلى الشعب الفلسطيني وكل الأحرار والشرفاء للوقوف إلى جانبه والضغط على الاحتلال لتلقي العلاج اللازم، خصوصاً بعدما أصبح لا يقوى على الاستدارة من شدة الألم، مشيرة إلى أنه بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة، ويعيش الآن على المسكنات وجرعة العلاج الكيماوي. وكان رداد حصل على موافقة قبل سنتين لإجراء عملية استئصال جزء من أمعائه بسبب السرطان، واستعد مرتين لإجرائها قبل أن يُفاجأ برفض سلطات الاحتلال السماح بإجرائها، ما أدى إلى استفحال المرض في جسده النحيل. وعبرت والدته عن خشيتها من «استقبال ابنها محمولاً على الأكتاف»، مؤكدة أنه يمكن أن يبقى على قيد الحياة لو تمت المطالبة بإطلاقه. وحذر مدير المركز الأسير المحرر رأفت حمدونة من تدهور صحة رداد، مطالباً بالالتفاف حوله وحول قضية الأسرى وتشكيل حال استنهاض شعبية وإعلامية وحقوقية داخلية وخارجية من أجل إنقاذ حياتهم. في هذه الأثناء، أكدت عائلتا الأسيرين أيمن اطبيش وعادل حريبات لمؤسسة «مهجة القدس» أمس أن ابنيهما علّقا إضرابهما المفتوح عن الطعام بعد اتفاق مكتوب بينهما وبين النيابة العسكرية الإسرائيلية يقضي بفك إضرابهما في مقابل عدم تجديد اعتقالهما الإداري، على أن يتحررا بعد انتهاء الأمر الإداري الحالي. وأشارت عائلتا اطبيش وحريبات إلى أن مصلحة السجون الإسرائيلية سمحت لابنيهما بالاتصال بهما لإخبارهما بفك إضرابهم. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت اطبيش إدارياً في التاسع من أيار (مايو) الماضي، وحريبات في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتم تجديد اعتقاله الإداري أكثر من مرة. وشرع اطبيش وحريبات، وهما من بلدة دورا قرب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية، بإضراب عن الطعام في 23 أيار الماضي. كما أعلنت عائلة الأسير أيمن حمدان في اتصال هاتفي مع «إذاعة صوت الأسرى» أن ابنها وافق على فك إضرابه عن الطعام في مقابل إطلاقه فور انتهاء مدة الاعتقال الإداري الحالية بعد أربعة أشهر. وقالت العائلة إن أيمن علق إضرابه المفتوح عن الطعام بعد اتفاق مكتوب بينه وبين سلطات الاحتلال يقضي بفك إضرابه في مقابل عدم تجديد اعتقاله الإداري، على أن يتحرر قبل نهاية العام. وأوضح مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني المحامي جواد بولس أن تعليق الإضراب جاء نتيجة اتفاق مع النيابة العسكرية الإسرائيلية يقضي بتجديد اعتقاله الإداري الحالي. يُذكر أن الوضع الصحي للأسير حمدان الذي شرع في إضرابه في 28 نيسان (أبريل) الماضي أصبح أخيراً حرجاً للغاية. إلى ذلك، قال مركز أسرى فلسطين للدراسات أمس إن عدداً كبيراً من عناصر شرطة سجن «ريمون» اقتحم صباح الاثنين الماضي الغرفة الرقم 8، بعد دهم القسم الرقم 1، وأجرت عملية تفتيش واسعة داخل الغرفة. وأوضحت الناطقة الإعلامية للمركز في الضفة أمينة الطويل أن عناصر الشرطة دهمت الغرفة في شكل مفاجئ من دون إبلاغ الأسرى مسبقاً بعملية التفتيش، إذ كان بعضهم نياماً. واستغرقت عملية التفتيش ساعة واحدة بعد إخراج الأسرى من الغرفة وحشرهم في غرفة أخرى ضيقة. وقالت الطويل إن إدارة السجن تذرعت بالحجة المعتادة وهي البحث عن أجهزة اتصال خليوية هربها الأسرى إلى السجن، فيما صادرت بعض الأدوات الخاصة بالأسرى بدعوى أنها ممنوعة. وأضافت أن مصلحة السجون صعدت أخيراً من سياسة اقتحام الغرف والأقسام في السجون المختلفة، إذ نفذت خلال الشهر الماضي تسع عمليات اقتحام، من بينها أربع لأقسام سجن النقب المختلفة.