مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة يتكرر في مدينة عرعر (شمال السعودية) مسلسل ارتفاع أسعار صهاريج المياه السنوي في ظل حاجة السكان إليها وعدم وصول المياه إلى الأحياء الجديدة فيها، إذ يصل سعر صهريج المياه الصغير إلى 150 ريالاً و200 ريال للكبير. وحمّل مواطنون مديرية المياه مسؤولية الأزمة التي تعيشها المدينة حالياً والتي تتكرر مع بداية لهيب صيف كل عام. ويقول سعود العنزي ل«الحياة»: «أستغرب من عدم تجاوب فرع وزارة المياه في المنطقة مع الأزمة، وعدم تفاعله لإيجاد حلول جذرية، ولا نسمع سوى تأكيدات المدير العام لفرع وزارة المياه بأن الأزمة وقتية، وأنها حلت من طريق زيادة مضخات المياه وفتح قنوات جديدة للتوزيع»، مستطرداً: «هذا القول بات موّالاً نسمعه من دون أن نراه على أرض الواقع». وأضاف العنزي: «إن الأزمة سببتها مديرية المياه في المنطقة والتي لا تحسن التعامل في مثل هذه الأوقات، لاسيما بإخضاعها لجميع محطات المياه للصيانة في وقت واحد ما يجعلنا في موقف لا نحسد عليه». من جهته، قال أحد مالكي صهاريج المياه: «إننا نعاني من عدم وجود آبار مستقلة لنا ما حدا ببعض سائقي الصهاريج إلى رفع الأسعار من 100 إلى 150ريالاً وأكثر، مؤكداً أن فرع وزارة المياه في منطقة الحدود الشمالية أغلق الآبار الحكومية عن المواطنين والتي يبلغ عددها سبع آبار مستبعدة منها أربع غير مستقلة لهم». بينما يبرر أبوالطيب، الذي يملك صهريجاً لنقل المياه في عرعر، ارتفاع الأسعار إلى صعوبة حصول أصحاب الصهاريج على الماء من آبار المديرية التي تعطل نصفها، معترفاً بأنهم يشترون الصهريج ب50 ريالاً ويبيعونه بأسعار مرتفعة، بسبب رفع أسعار التعبئة في المحطات الأهلية ولقلة فرصة الحصول على حصص كافية، مبيناً أنه منذ ظهر أمس وحتى قبيل صلاة العشاء تمكن من الحصول على تعبئة واحدة للمياه، مشيراً إلى أن السعر سيكون فوق 150 ريالاً نظراً لطول الانتظار. وذكر عدد من مالكي الصهاريج أن معاناتهم التي يعيشونها هذه الأيام بسبب كثرة الطلب وقلة المعروض سببت لهم حرجاً كبيراً مع عملائهم، وكذلك عدم تمكنهم من التعبئة من الآبار الحكومية طوال فترة النهار بسبب صهاريج المتعهدين. من جهته، أكد مصدر مسؤول في مديرية المياه في منطقة الحدود الشمالية في حديثه إلى «الحياة» عدم وجود أزمة مياه، مشيراً إلى أن جميع الآبار التابعة للمديرية تعمل في شكل سليم. واعتبر المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن ما يحصل هو جشع من أصحاب الصهاريج.