مع انطلاقة «دوري جميل» واجه الحكام السعوديون انتقادات كبيرة، ولم يلقوا الرضا من غالبية الأندية، ورسم التحكيم السعودي منحدراً بيانياً أثار استياء بعض إدارات الأندية ومسيريها، إذ بات الكثيرون في حال حزن وخوف وقلق من أخطاء الحكام وهفواتهم التي ما زال البعض يُدرجها تحت مصطلح «أخطاء تقديرية»، يأتي ذلك في وقت كانت آمال الرياضيين لا حدود لها بمشاهدة موسم مميز للحكام السعوديين خصوصاً بعد معسكر تركيا الخارجي الذي يقام للمرة الأولى للحكام. قصة الفشل التحكيمي المثير للدهشة بدأها الحكم عبدالعزيز الفنيطل عندما ألغى هدفاً لمحترف نجران الأردني مصعب اللحام في شباك النصر في الجولة الأولى من الدوري بناء على راية مساعده عبدالعزيز الكثيري، على رغم أن اللاعب سدد الكرة من خارج ال18، ما لاقى احتجاجات كبيرة من لاعبي نجران، وهو الهدف الذي اتفق على صحته المتخصصون في مجال التحكيم وأكدوا شرعيته. تواصلت الأخطاء في الجولة الثانية من الدوري في شكل لافت، وهذه المرة تكررت في أكثر من لقاء ما زاد من عدد الممتعضين، وكان للحكم الشاب تركي الخضير نصيب الأسد في لقاء الاتفاق والهلال، فما بين ركلات جزاء غير صحيحة احتسبها وركلات جزاء صحيحة لم تحتسب، وأهداف غير شرعية احتسبها وأخرى شرعية لم تحتسب بدت هوية المباراة السريعة ضائعة، ما أخرج مسيري الاتفاق عن طورهم وجعلهم يوجهون تصريحات نارية ضد لجنة الحكام برئاسة عمر المهنا الذي لم يوفق في اختيار الحكم المناسب للنزال الكبير بحسب تصريحاتهم. وطالب الاتحاديون بركلتي جزاء في لقاء فريقهم أمام العروبة الذي أداره الحكم عامر الشهري وخسروه في الجوف بهدف من دون رد، إذ لم ينصف المهاجم مختار فلاته بجزائيتين بشهادة الخبير التحكيمي عبدالرحمن الزيد، بل منحه بطاقتين صفراوين بحجة التحايل ثم طرده من الملعب قبل حلول الدقيقة 35 من الشوط الأول. ثمة مباراة أخرى لم تسلم من الجدل التحكيمي وهي مباراة الأهلي والنصر في مكةالمكرمة، إذ احتج النصراويون كثيراً على الحكم فهد المرداسي لعدم احتسابه ركلة جزاء لمهاجمه حسن الراهب بعد إعاقته من المدافع أسامة هوساوي في الشوط الثاني، إذ أكد النصراويون أن الحكم سلبهم حقاً شرعياً في ركلة الجزاء مستحقة، وأيدهم في ذلك الخبير التحكيمي عبدالرحمن الزيد. في التعاون الأمور لم تكن أكثر هدوءاً، إذ احتجت الجماهير على الأخطاء التحكيمية التي خرجت بها مباراتهم أمام الفيصلي التي انتهت بالتعادل، لتحرمهم من فرصة الحصول على النقاط الثلاث الأولى لهم في الدوري. سهام النقد اللاذع طالت في شكل مباشر رئيس لجنة الحكام عمر المهنا على طريقته وآليته في اختيار الحكام للمباريات وعدم نجاحه في اختيار الحكم المناسب للقاء المناسب، خصوصاً بعد تأكيده أن اختيار الحكم تركي الخضير لإدارة مباراة الاتفاق والهلال كان قراراً سرياً اتخذه قبل المباراة بثلاثة أيام ولم يعلنه إلا يوم المباراة حتى يعرف مصدر التسريبات التي تصل إلى وسائل الإعلام، وهو حديث أثار ضجة كبيرة في الوسط الرياضي على اعتبار أن تأخير إعلان الحكم فسره البعض بتعرض لجنة التحكيم إلى ضغوط كبيرة من أطراف خارجية، لاسيما بعد تحويل الحكم الأساسي للقاء فهد المرداسي من مباراة الاتفاق والهلال إلى تحكيم مباراة الأهلي والنصر بعد اختيار الحكم صالح الهذلول من الاتحاد الآسيوي. اللافت في الأمر أن تصريحات مسؤولي الأندية المتضررة من أخطاء الحكام لم تخرج بذات الحدة المعروفة عنها سابقاً في الجولتين الماضيتين حتى بعد توضيح الأخطاء من الخبراء، وقد يكون للعقوبات الصارمة والغرامات المالية الكبيرة دور كبير في ذلك، لكن سياسة الصمت والترقب قد تنفجر في الأيام القليلة المقبلة في حال استمرت الأخطاء الفادحة وتواصلت التبريرات غير المقنعة، فالأندية خسرت ملايين الدولارات ولن تقبل بتكرر الأخطاء التي تهدد بنسف كل الجهود التي قامت بها لتطوير أداء فرقها، كما باتت تهدد بفشل الموسم الرياضي الجديد.