جدد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، رفض بلاده للتدخل العسكري في سورية، تزامناً مع تظاهرة شارك فيها المئات أمام الجامعة العربية رفضاً للضربة العسكرية الخارجية ضد دمشق. وأوضح فهمي في كلمته بالجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب، أن رفض القاهرة للتدخل في شؤون سورية "ليس دفاعاً عن النظام ولكن لأن ذلك من ثوابت الأممالمتحدة، والتي تجرم التدخل العسكري ضد أي دولة، إلا في حالتين الأولى أن يكون دفاعاً عن النفس، أو تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة". وطالب الوزير فهمي بمحاسبة المتسببين ب"مجزرة الغوطة" وتقديم المسؤول عن جريمة استخدم السلاح الكيماوي أياً كان من دون استثناء، إلى المحاكمة، موضحاً أن مصر ترى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية. وكانت الرئاسة المصرية أصدرت في وقت سابق بياناً جددت فيه رفض توجيه ضربة عسكرية خارجية لسورية. وفي غضون ذلك، تظاهر بضع مئات من المصريين أمام مقر الاجتماع، تنديداً بالتهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية لسورية. وردَّد المتظاهرون هتافات "يا أمريكا لمي جيوشك .. بكرا الشعب العربي يدوسك"، و"يا أمريكا يا ملعونه مش عايزين منك معونة"، وهتافات مستنكرة للصمت العربي حيال التهديدات التي تتعرض لها سورية. ومن جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في كلمته، إن "جميع دول العالم تنتظر موقف الجامعة من النظام السوري بعد استخدامه للأسلحة الكيماوية"، مؤكداً على ضرورة "أن يتم النظر للوضع السوري بمنظور شامل وليس الاقتصار على تلك الجريمة الشنعاء". وأضاف العربي أن "الجامعة العربية داعمة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والجامعة ستسعى لحل الأزمة بهدف الوصول إلى انتقال سلمي للسطة في سوريا"، مشيراً إلى أنه سبق وأن أكد للأمم المتحدة على ضرورة عقد اجتماع لوقف إطلاق النار ومسلسل نزيف الدم. وتابع قائلاً إن "حظر استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية سيظل مستمراً طالما لم يتم اتخاذ موقف مناسب تجاه ذلك رغم العديد من القرارات التي تم اتخاذها تجاه ذلك". وتناول العربي قضية مفاوضات السلام "الفلسطينية - الإسرائيلية"، والتي جاءت بعد جهود المبادرة العربية، لافتاً إلى أن هذه المصالحة لم تجد نفعاً بسبب المواقف الإسرائيلية المتشددة. واستطرد قائلاً إن الجامعة متمسّكة بحل الدولتين وإعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس العربية.