«المالكي يطلب من الوليد سيارة بنتلي»، «الوليد يُهدي المالكي بنتلي»، «المالكي يُهدي الطفل يوسف الأنصاري الذي فقد أسرته البنتلي»، «الوليد يشتري البنتلي بمليون ريال»، و«يقرر شراء منزل للطفل بمليون ريال آخر، ويأمر مدارس المملكة بقبول الأنصاري للدراسة على نفقته الخاصة، حتى تخرجه منها»... انتهت القصة حتى اشعار آخر. على الرغم من أن فايز المالكي قدم استقالته من منصب سفير النوايا الحسنة لليونيسف (منظمة الأممالمتحدة للطفولة) إلا أنه برر في وسائل الإعلام إهداءه «البنتلي» الشهيرة - التي لاقى هجوماً شعبياً بسبب طريقة حصوله عليها - للطفل اليتيم يوسف بقوله: «هذا واجبي كسفير للنوايا الحسنة، ودوري كفنان وإنسان قبل كل شيء». بدأت القصة حينما طلب الفنان فايز المالكي عبر حسابه في «تويتر» من الأمير الوليد بن طلال شقة وسيارة من نوع «بنتلي» وأخرى من نوع «كامري» وجهاز «آيفون»، رداً على شكر الأخير للأول ولكل من قدم عملاً في قناة روتانا خليجية. أعطى الوليد، المالكي ما طلبه. عاد المالكي ليقول إنها كانت «دعابة» في تغريدة متأخرة. لكن «البنتلي» سيئة/حسنة الطالع تحولت بفعل تعليقات المغردين إلى القشة التي «كادت أن تقصم ظهر البعير». إذ شن مغردون شبه حملة تعتبرت فايز «يشحذ بأسلوب كوميدي» بعد أن استدعوا تغريدة أخرى يطلب فيها برجاً في دبي من حاكمها الشيخ محمد آل مكتوم! هل ناء المالكي بحمل هذه «القشة» التي ربما تحررت من «مجاز» قائلها تشارلز ديكنز، حينما صارت «بنتلي»! الشهرة بطبيعتها غالباً تفحص ذاتها دورياً، لتحافظ على صورتها أمام مصدرها - الجمهور، وذلك سبب كاف للتخلص مما قد يشوش الصورة الذهنية لديه. يوسف الأنصاري الطفل اليتيم (14عاماً)، ربما بات مشهوراً لفترة، بعد أن أفقدته حادثة سيارة عائلته كاملة (أبوه وأمه وشقيقتيه)، وجعلته جديداً في عالم «الفلاش»! إذ انتشرت بعد أسبوع من الحادثة مقاطع «فيديو» وصور من مستشفى المبارك في الرياض يظهر فيها المالكي إلى جانب يوسف مبتسماً وهو يتخلى عن «البنتلي» الشهيرة لمصلحة يوسف ل «التخفيف من معاناته بخبر وفاة أسرته». وبحجم شبه الحملة التغريدية التي شنت عليه، أطلق المالكي مبادرة لإعلان مزاد على السيارة التي حرص على التغريد بصور تجمعه مع يوسف داخلها، كما لم ينس أن يشكر الأمير كونه السبب لتملكه إياها. «المزاد على البنتلي ألغي نهائياً.. الخبر اللي يشرح الصدر ويسعد يوسف بعد قليل» هذا الخبر التشويقي - عبر حساب المالكي في «تويتر» - لم يكتفِ بإسعاد يوسف ومن حوله، من دون أن ينتثر على شاشات الجمهور، تطوراً درامياً لا يخلو من لحظات «الترقب الكوميدي». غرد فايز بأن الوليد أمر بشراء «البنتلي» لتعود في ملكيته من جديد، بمبلغ مليون ريال! ومن ثم أكد عم يوسف أن الوليد قرر شراء منزل للطفل بمليون ريال آخر، إضافة إلى تعليمه في مدارس المملكة - العائدة للأمير على نفقته. وعلى رغم إن 80 في المائة مما يتعلمه الإنسان مستمد من «الانطباع الصوري» بحسب تقديرات علماء النفس، فإن الصورة التي تعلمها يوسف لن تنكشف على الأقل في الوقت المنظور، وربما كانت كذلك لكن يوسف أسرها في نفسه. فايز قبل أن يعيد تدوير تغريدة كتب فيها وليد القرني: (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعف لهم ولهم أجر كريم)، حاول أن يختم الصورة نهائياً للقصة في تغريدة استحضر فيها بيت الشعر العربي: «يجود علينا الأكرمون بمالهم/ ونحن بمال الأكرمين نَجودُ». وهنا مفارقة ربما ترجئ النهاية التي لم يكن يتوقعها فايز ويوسف والوليد حتى اشعار آخر، إذ أن البيت الشعري يعود، بحسب الأثر، لرجل فقير كان يحمل جرته ليملأها من ماء النيل. صادف وفداً من العلماء أثناء مسيرهم للخليفة المعز لدين الله. التحق بهم حتى بلغوا الخليفة. وسأله الأخير عن حاجته، فأجابه: «ولما رأيت القوم شدوا رحالهم، إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي»، فأمر أن تُملأ له ذهباً. خرج الرجل وفرق الذهب على الفقراء. استثار ذلك غضب الخليفة فاستدعاه. سأله عن ذلك فأجابه ب «بيت المالكي»: «يجود علينا الأكرمون بمالهم/ ونحن بمال الأكرمين نَجودُ». أعجب المعز بجوابه وقال: «الحسنة بعشرة أمثالها» وأمر أن تملأ جرته 10 مرات. هل انتهت «قصة البنتلي» أخيراً أم ستكون ب 10 «بنتليات»؟!