كربلاء - أ ف ب - أعلنت مصادر محلية وأمنية عراقية مقتل 45 شخصاً على الأقل وجرح 150 آخرين في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا مواكب شيعية جنوب كربلاء وشمالها أمس. وقال رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد حميد الموسوي إن «ما لا يقل عن 45 شخصاً قتلوا وأصيب 150 آخرين بجروح في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين قرب كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)». وأوضح أن الهجوم الأول وقع الساعة الثالثة في منطقة عون (10 كلم شمال كربلاء) في حين وقع الثاني بعد عشرين دقيقة على مسافة 15 كلم جنوب كربلاء التي تؤمها في هذه الأيام المواكب الشيعية لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين. وفور وقوع الانفجارين، منعت السلطات المحلية سير المركبات في كربلاء وضواحيها. وتأتي هذه الهجمات بعد شهر على تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تزال حقائبها الأمنية موضع خلافات مستعصية بين الأطراف الرئيسة المشاركة في العملية السياسية، كما أنها تظهر جلياً الصعوبات التي تواجهها قوى الأمن في السيطرة على الأوضاع قبل أقل من عام على انسحاب نهائي متوقع للقوات الأميركية من البلاد. وبدأ ملايين الشيعة في جميع أنحاء العراق التوجه سيراً إلى كربلاء قبل أيام للمشاركة في الذكرى التي تصادف الثلثاء المقبل. وغالباً ما يتم استهداف المواكب الشيعية خلال إحياء ذكرى عاشوراء والأربعين خصوصاً، على رغم انتشار عشرات الآلاف من العناصر الأمنية واتخاذ إجراءات مشددة لمنع أعمال العنف. وقُتل ما لا يقل عن 116 شخصاً خلال اليومين الماضيين غالبيتهم بهجمات انتحارية، إذ أسقط تفجير انتحاري بواسطة حزام ناسف استهدف متطوعين للشرطة في تكريت خمسين قتيلاً و150 جريحاً، كما قتل 16 شخصاً وجُرح 135 آخرون في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا مقراً أمنياً، وموكباً للشيعة في محافظة ديالى أول من أمس. واستهدف هجوم انتحاري مقر قيادة شرطة ديالى في بعقوبة أمس ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطيان وصحافية وجرح 42 آخرين، كما قُتل اثنان من الشيعة وأصيب 12 آخرون في انفجارين استهدفا مواكب حسينية في جنوب بغداد أمس. وعزا عضو «التحالف الوطني» النائب حسين الصافي تراجع الوضع الأمني خلال الأيام الماضية إلى «خروقات أمنية كثيرة وتدخلات في إدارة الملف الأمني، إضافة إلى وجود خلايا إرهابية ناشطة داخل الأجهزة الأمنية». ورأى أن «الوضع لا يحتاج إلى جهد أمني مكثف ونشر مزيد من القوات، بل إلى جهد استخباراتي بمستوى التحديات ومراقبة حركة الإرهاب وعناصره». واعتبر أن تأخر تسمية الوزراء الأمنيين «ليس السبب المباشر في تردي الأمن»، لكنه أقر بأن «وجود وزير اختصاصي على رأس الوزارة الأمنية سيكون أفضل وأقرب الى القرار الصائب في معالجة ما يجري على الأرض». وكشف النائب عن «التحالف الوطني» محمد الهنداوي «ورود معلومات عن تسلل إرهابيين إلى مدينة كربلاء يعتزمون تنفيذ هجمات ضد الزوار الشيعة والإخلال بأمن المحافظة خلال زيارة أربعينية الأمام الحسين الثلثاء المقبل». ودعا الأجهزة الأمنية إلى «توخي الحيطة والحذر، خصوصاً أن المعلومات تشير إلى أن هؤلاء سيدخلون المدينة متسللين بين صفوف أفواج الزوار الوافدين سيراً». وحذرت الأجهزة الأمنية في بابل (100 كلم جنوب بغداد) أمس عبر مكبرات الصوت، المواكب الحسينية والزوار من هجمات محتملة ضدهم تنوي «القاعدة» تنفيذها من خلال توزيع «تربة صلاة مفخخة تنفجر عند السجود عليها». وكانت وزارة الداخلية عرضت الشهر الماضي صوراً لأعمدة مفخخة تستخدم في رفع الرايات الحسينية تم ضبطها في أوكار تابعة ل «القاعدة» في بغداد كانت معدة لزيارة الأربعين لتوزيعها على الزوار الشيعة.