سيغلف الثأر محيط ملعب أيدن بالعاصمة التشيخية براغ الذي يحتضن المواجهة النارية بين بايرن ميونخ الألماني وتشلسي الإنكليزي يوم (الجمعة) المقبل على لقب كأس السوبر الأوروبي. فبخلاف الصراع المشتعل داخل المستطيل الأخضر بين اثنين من عمالقة فرق القارة العجوز، سيكون على أشده خارج الخطوط بين المدربين الإسباني بيب غوارديولا والبرتغالي جوزيه مورينيو. فقد شاءت الاقدار أن يلتقي الغريمان رغم ابتعادهما عن أجواء «الليغا» والتناحر بين قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، في حلقة جديدة من مسلسل التنافس الثنائي بين المدربين الأفضل في كوكب كرة القدم، بالتحديد بين عامي 2010 و2012. وينسب الفضل في الجمع بين (أصدقاء الماضي-أعداء الحاضر) الى المدربين الألماني المعتزل يوب هاينكس والإسباني رافائيل بنيتيز، فالأول قاد البايرن للتتويج بدوري أبطال أوروبا في نسختها الاخيرة، فيما أهدى الثاني لقب الدوري الأوروبي لتشلسي قبل الرحيل الى نابولي الإيطالي. وفي الحقيقة لا يحتاج بايرن لشحن معنوي قبل القمة القارية، فهو لم ينس مرارة خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا 2012 على ملعبه ووسط جماهيره في «آليانز أرينا» على يد تشلسي بركلات الترجيح، فالغصة لا تزال عالقة بالحلق رغم تعويض الاخفاق بالتتويج بلقب النسخة الماضية. وانعكس ذلك على تصريحات قائد الفريق البافاري والمانشافت فيليب لام الذي قال: «نحن وتشيلسي لدينا حسابات قديمة نريد تصفيتها». وأشعل مورينيو كعادته الأجواء (الساخنة أصلاً) بتصريح شكك فيه على قدرة غوارديولا في السير على وتيرة الانجازات بعد خلافته للمخضرم يوب هاينكس. فقد اعترف جوزيه بأن بايرن ميونخ هو أفضل فريق في العالم خلال العام الماضي، كما أبدى إعجابه الشديد بأسلوب لعب هاينكس، غير أنه أشار الى أن الفريق بات يمتلك مدربا جديدا ولاعبين جدد، لذا فإن النجاح غير مضمون. من الناحية الأخرى، لم ينجرف غوارديولا لحرب كلامية مع مورينيو كما فعل أثناء سجالهما في أرض الكلاسيكو، إذ يبدو أنه فضل الاحتفاظ بأكبر قدر من التركيز للحصول على أول لقب له مع فريقه الجديد بعد خسارة السوبر الألماني امام غريمه بروسيا دورتموند. معنويات كلا الفريقين تبدو مرتفعة، فال«بلوز» حققوا بداية قوية في «البريميير ليغ» ويتصدرون جدول الترتيب بسبع نقاط من ثلاث جولات، وأثبت صلادته الدفاعية في اللقاء الاخير امام حامل اللقب مانشستر يونايتد وفرض عليه التعادل السلبي في «أولد ترافورد». وربما كانت خطة «الكاتيناتشو» الدفاعية المحكمة لمورينيو أمام «الشياطين الحمر» تجربة سيكررها امام بايرن صاحب الهجوم الشرس. أما بايرن فقد سقط في فخ التعادل بالجولة الاخيرة من «البوندسليغا» امام «فرايبورغ»، لكن النتيجة مبررة بأن بيب دفع بتشكيلة أغلبها من البدلاء ليريح نجومه قبل السوبر. لكن غوارديولا تلقى ضربتين موجعتين بغياب الوافد الجديد الإسباني تياغو ألكانتارا ولاعب الوسط المتميز باستيان شفاينشتايغر بسبب الإصابة، غير أن مواطنه خافي مارتينيز يبدو مستعدا للعب بعد أن سافر مع الفريق للتشيخ رغم عدم اكتمال لياقته البدنية. أما مورينيو فيملك وفرة في خياراته ولا يعاني أي غياب مؤثر، لكنه اعترف بأفضلية حظوظ بايرن المكتمل الاستعداد، فيما يقود هو فريق من الشباب. لقب السوبر الأوروبي هو الوحيد الذي ينقص خزائن بطولات مورينيو، ورغم تقليله من شأن البطولة، الا أنه يراها مناسبة سانحة للوقوف على مدى قدرة فريقه اللندني على المنافسة في دوري الابطال. وسبق لتشلسي أن توج بالسوبر مرة واحدة عام 1998 ، بينما يبحث بايرن ميونخ عن لقبه الأول في تاريخه.