أعربت وزارة الخارجية الإيطالية، عن اعتقادها بأن النظام السوري هو الذي استخدم الأسلحة الكيماوية في منطقة الغوطة في ريف دمشق، إلاّ أنها دعت إلى إعطاء مزيد من الوقت لعمل الأممالمتحدة في سورية لعدم تكرار تجارب أخرى مثل العراق. وقالت مارتا داسّو، نائب وزيرة الخارجية الإيطالية، في تصريحات إذاعية، إنها تعتقد بأن "المسؤولية في ذلك تقع على عاتق (الرئيس السوري) بشار الاسد". وأضافت "نظراً للتجارب السابقة، من بينها التجارب الشهيرة في العراق، أعتقد أنه من الصواب إعطاء مزيد من الوقت لعمل الأممالمتحدة". وشددت على أهمية "انتظار إنجاز عمل محققي الأممالمتحدة في سورية"، لافتة إلى أن "السلوك الصحيح هو انتظار الأدلة التي سيتوصل إليها المحققون". وأشارت داسّو إلى أن "السبيل الحقيقي الوحيد لحل هيكلي في سورية هو التمكن من التوصّل إلى نوع من حل سياسي توافقي"، ولو أنها أقرّت بأن "هذا التصعيد على أرض الواقع (استخدام الكيماوي) يبعد، بشكل طبيعي، هذا الاحتمال". غير أنها جدّدت موقف بلادها الثابت والقاضي ب"التمسّك بالحل السياسي"، مشيرة إلى أن "المشكلة في هذه الصراعات وكما هو واضح أن هناك ثمن لعدم التدخّل، كما أن هناك ثمن للتدخّل"، معتبرة أن ثمن ذلك التدخّل ترجم "بمقتل عشرات الأشخاص أمس في العراق". ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن وزير الدفاع الايطالي، ماريو ماورو، قوله إن "حكومتنا مقتنعة بضرورة السعي إلى إيجاد حل سياسي" للأزمة السورية. وأعرب عن "إدانة البلاد الشديدة لاستخدام الأسلحة الكيماوية" في سورية، غير أنه شدد على ضرورة "اعتراف الأممالمتحدة بشرعية أي خطوة قبل الإقدام عليها". وأشار إلى أن القوات الإيطالية المسلحة "تشارك ب33 بعثة موزعة على 23 بلداً، وهناك (الشرق الأوسط) بالضبط"، مشيراً إلى أن "لدى إيطاليا في لبنان 2260 عسكرياً". ونقل وزير الدفاع عن الجنرال باولو سيرّا، قائد قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، قوله إن "فرقتنا قد تجد نفسها في خطر إن تفاقم الوضع، وهذا هو السبب الآخر الذي يدفعنا إلى تجنّب ذلك"، غير أنه جدد التأكيد أن إعطاء الاممالمتحدة الضوء الأخضر لشن ضربة عسكرية على سورية "لا يعني بالضرورة أن نقوم بالتعبئة". وكانت وزيرة الخارجية الإيطالية، إيما بونينو، قالت الأربعاء، إن إعطاء الأممالمتحدة الضوء الأخضر لشن ضربة عسكرية على سورية لا يعني مشاركة إيطاليا بها بشكل تلقائي، وذلك بعد يوم على تأكيدها أن إيطاليا لن تقوم بأي دور نشط في أية تحركات عسكرية دولية، حيز التنفيذ أو مستقبلية، ضد النظام السوري، خارج إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وجدّدت التذكير بأن "لا حل عسكرياً للصراع في سورية". وكانت بونينو دعت في وقت سابق، إلى وجوب "التفكير ألف مرة" قبل أي تحرّك دولي محتمل ضد سورية، لأن "العواقب قد تشمل تداعيات مأساوية" في المنطقة.