أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس، أن الأجهزة الأمنية استطاعت خلال الأشهر الخمسة الماضية القبض على 991 شخصاً تورطوا في قضايا تهريب وترويج مخدرات داخل المملكة، وقدرت المبالغ المالية لمجموع ما تم ضبطه ب2.5 بليون ريال سعودي. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي في مؤتمر صحافي أمس في الرياض: «إن الأجهزة الأمنية المختصة تمكنت من القبض على 991 متهماً منهم 337 سعودياً إضافة إلى 654 متهماً من 33 جنسية مختلفة، لتورطهم في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية ب2.512,191,325 ريالاً سعودياً». وأوضح التركي أن السعوديين يمثلون النسبة الأكبر من بين المهربين المقبوض عليهم، إذ تبلغ نسبة المهربين السعوديين المضبوطين 38 في المئة، بينما نسبة اليمنيين 20 في المئة، والإثيوبيين خمسة في المئة، والباكستانيين والصوماليين والأردنيين أربعة في المئة، والبنغاليين والتشاديين والسوريين ثلاثة في المئة، لافتاً إلى أن استخدام النساء في عملية التهريب تعد «نادرة»، وأن استخدام النساء يتم في عملية التغطية على نقل المخدرات فقط. وكشف التركي في تصريح إلى «الحياة» على هامش المؤتمر الصحافي، عن مراقبة أموال المهربين والمروجين عبر نظام مكافحة غسل الأموال بالتعاون مع مؤسسة النقد السعودي، موضحاً أن الأموال المنقولة من تجارة المخدرات تتم مكافحتها عبر نظام مكافحة غسل الأموال، وهو كفيل بالقضاء عليها عبر مؤسسة النقد العربية السعودية بالتعاون مع وحدة التحريات المالية في وزارة الداخلية. وأضاف: «إذا رصدت عمليات مالية مشبوهة يتم التحقيق فيها، وبالتالي نتعرف مصدرها، فليس كل مصادر العمليات المشبوهة مخدرات، فأحيانا تكون من غير هذه الطريق، والقيمة السوقية يتم تحديدها من خلال الكميات التي يتم ضبطها، والسعر الرائج في السوق للمواد المخدرة». وأكد صعوبة الربط بين منظمات «معينة» وتهريب المخدرات إلى الأراضي السعودية، كاشفاً عن ارتفاع نسبة تهريب أقراص الإمفيتامين إلى السعودية، إضافة إلى ارتفاع عدد محاولات تهريب الحشيش عبر السواحل الغربية، وأن الجهات الأمنية متفائلة بانخفاض تهريبها خلال الفترة المقبلة. وقال إن توجه بعض المهربين إلى محاولة التهريب عبر السواحل الغربية في منطقة جازان ومكة المكرمة قد تكون لرغبتهم في معرفة إمكانات الجهات الأمنية في مراقبة تلك السواحل. وحول تهريب المواد الأخرى، ذكر أن هناك جهداً كبيراً من بعض المهربين لنقل الأسلحة والذخائر من دول أخرى إلى داخل الأراضي السعودية، نافياً أن تكون الضربة «المحتمل» توجيهها إلى سورية اليوم (الخميس)، ستؤثر على تهريب المخدرات إلى المملكة، مؤكداً أن الأحداث التي مرت على الدول العربية في السنوات الأخيرة لم تؤثر على محاولات التهريب إلى المملكة. وأكد التركي أن رجال الأمن واجهوا خلال أدائهم لمهماتهم مقاومة مسلحة في عمليات أمنية عدة من المهربين والمروجين، نتج منها إصابة 19 فرداً من رجال الأمن، ومقتل ثلاثة، وإصابة 11 من مهربي ومروجي المخدرات. وأضاف: «بلغ إجمالي ما تم ضبطه من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية في هذه العمليات ما يأتي: 7.289 كلغ من الهيروين الخام و1.003 كلغ من الهيروين المعد للترويج، و20 طناً و437 كلغ من الحشيش المخدر، و15 مليوناً و293 ألفاً و189 قرصاً من مادة الإمفيتامين، إضافة إلى 2.336 كلغم من مادة الكوكايين المخدر الخام، و124 ألفاً و892 قرصاً خاضعاً لتنظيم التداول الطبي». ولفت إلى أن رجال الأمن ضبطوا 14.459 مليون ريال و350 رشاشاً و136 مسدساً و29 بندقية و7580 طلقة حية، كما نوّه بالتنسيق والتكامل بين مصلحة الجمارك والجهات الأمنية المختصة في رصد ومتابعة وضبط محاولات تهريب المخدرات إلى المملكة، والقبض على المتورطين فيها ومستقبليها، كما أكد حرص رجال الأمن على تنفيذ مهماتهم لحماية المملكة من آفة المخدرات.