قال دبلوماسي روسي كبير الأربعاء إنه يتحتم على مجلس الأمن انتظار تقرير مفتشي الأسلحة بشأن الهجوم المزعوم بأسلحة كيماوية في سورية قبل دراسة الرد. وأشار نائب وزير الخارجية الروسي، فلاديمير تيتوف، إلى معارضة روسيا لاقتراح بريطانيا تقديم مسودة قرار إلى مجلس الأمن اليوم يفوض باتخاذ "الاجراءات اللازمة" لحماية المدنيين السوريين. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن تيتوف قوله "سيكون من السابق لأوانه على اقل تقدير مناقشة اي رد فعل لمجلس الامن إلى أن يقدم مفتشو الاممالمتحدة الذين يعملون في سورية تقريرهم." ومنذ بدء الصراع السوري في 2011 استخدمت روسيا سلطة حق النقض التي تتمتع بها في مجلس الامن ثلاث مرات لعرقلة قرارات يساندها الغرب تدين الرئيس بشار الاسد وتستهدف الضغط عليه لانهاء العنف. وتستعد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لضربة عسكرية محتملة لمعاقبة الأسد الذي يلقون عليه باللائمة في الهجوم الكيماوي المزعوم الذي وقع الاسبوع الماضي والذي قال نشطاء انه اودى بحياة مئات الاشخاص أثناء نومهم. وتقول روسيا انها تشتبه بأن المعارضة ربما نفذت الهجوم بالغاز من اجل استفزاز الغرب لكي يقوم بتدخل عسكري وحذرت موسكو من ان اي استخدام للقوة بدون موافقة الاممالمتحدة سيشكل انتهاكا للقانون الدولي. كما قالت روسيا انها لن تسمح بأن يتكرر في سورية ما حدث في ليبيا عام 2011 حيث ساعدت ضربات لحلف شمال الاطلسي المعارضة على الاطاحة بمعمر القذافي بعدما سمحت موسكو بإقرار مشروع قرار لمجلس الامن يجيز التدخل العسكري بامتناعها عن التصويت. ويتهم الرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولون آخرون الولاياتالمتحدة باستخدام مخاوف حقوق الانسان كذريعة لدعم الاطاحة بزعماء في الشرق الاوسط تريد واشنطن ابعادهم عن السلطة لاسباب سياسية. وكتب نائب رئيس الوزراء ديمتري روجوزين على حسابه على تويتر "الغرب يتصرف مثل قرد معه قنبلة يدوية في العالم الاسلامي". وكتب ألكسي بوشخوف الذي يرأس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب على تويتر "ايا كان الذي تقوله واشنطن فإن هدف العملية العسكرية (سيكون) تغييرا للنظام في سورية عن طريق تدمير قدرتها العسكرية." كما شبهت روسيا الاستعدادات الغربية لضربة محتملة لسورية بالغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في 2003 عندما استخدم البيت الابيض ما تبين انها معلومات مخابرات كاذبة بشأن اسلحة دمار شامل لتبرير العمل العسكري. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رفض في محادثة هاتفية الثلاثاء تأكيد نظيره الأميركي جون كيري على ان الحكومة السورية تتحمل مسؤولية الهجوم الكيماوي المزعوم. ونقلت "إنترفاكس" عن مسؤول بمجلس الامن الاستشاري لبوتين قوله "من غير المقبول ان توجه الاتهامات للقيادة السورية فحسب بدون انتظار النتائج من (المحققين)." وتساءل "اين هو الدليل؟" وقال المسؤول الذي لم يتم تحديد هويته ان ضربة عسكرية على سورية ستطلق العنان على الارجح "لفوضى لا يمكن السيطرة عليها في الشرق الاوسط الاوسع وستعزز موقف المتطرفين والجماعات الارهابية ومن بينها القاعدة". وقالت وزارة الخارجية في بيان منفصل لم يتطرق لضربة عسكرية محتملة على سوري، إن روسيا تتخذ "جميع الاجراءات اللازمة" لتوفير الامن لبعثاتها الدبلوماسية في سورية. وذكرت "إنترفاكس" نقلاً عن مصدر في البحرية الروسية قوله إن روسيا تستعد لسحب افرادها من منشأة الصيانة والامداد التابعة للبحرية في ميناء طرطوس السوري. ورفضت البحرية ووزارة الدفاع الروسية التعليق. وقالت وزارة الطوارئ في وقت متأخر مساء امس الثلاثاء انها اجلت 89 شخصا ارادوا مغادرة سوريا بينهم 75 مواطنا روسياً على متن رحلة من اللاذقية الى موسكو. وقالت إن الوزارة نقلت في رحلات جوية 730 شخصا من سوريا هذا العام.