تعاني المساجد في السعودية سائر أيام العام من شريحة من الأطفال، اعتادت الاستمتاع بمغامرات خاصة، لا تبدأ إلا مع دخول المصلين في الصلاة. إلا أن تلك الظاهرة التي يختلف المراقبون في تحديد المسؤول عنها، تشهد تصاعداً لافتاً في ليالي رمضان، خصوصاً أثناء صلاة التراويح. وقبل فترة قصيرة تابعت «الحياة» حادثة من هذا النوع قلب فيها طفل صغير هيبة المسجد في إحدى ضواحي الرياض، إلى ساحة تفحيط، وأفسد خشوع المصلين وهم يصغون لترتيل الإمام في صلاة التراويح بصوت يشبه تفحيط السيارات. يجوب المسجد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً على قدمه محاكياً لأصوات دوريات الشرطة أثناء مطاردة السيارات الهاربة، ويزيد من وتيرة التفحيط أثناء ركوع الإمام، إذ يخشع المصلون تسبيحاً لله، لكن الطفل غارق في مغامرته. كبار السن استشاط غضبهم، وبدأوا يتميزون من الغيظ، وينتظرون تسليم الإمام على أحر من الجمر، كل منهم يخبئ في نفسه شتيمة لوالد هذا الطفل ما جعله في موقف لا يحسد إليه. ما إن أكمل إمام المسجد التفاتته اليسرى ليرى مكان الطفل، حتى التفتت الأعناق كلها تبحث عن مصدر هذا التفحيط، ليعلي أحد كبار السن صوته، «المسجد مهوب لعبة للبزارين ... اللي ما يعرف يؤدب ولده لا يجيبه للمسجد»، وتأتي المداخلات مؤيدة من كل جانب ما جعل أب الطفل يقوم بضربه وإخراجه من المسجد لينتقل الطفل ببكائه من صوت تفحيط إلى صوت «إسعاف الطوارئ». على رغم أن المصلين بدوا منزعجين من شقاوة الطفل، إلا أنهم استهجنوا ضرب الطفل من والده، إذ لم يجد مخرجاً يهرب منه من وطأة الحرج إلا ضرب ابنه وإخراجه. بعد أن انتهت صلاة التراويح، قبض إمام المسجد «المايكروفون» وشكر الآباء على حرصهم على تعويد أبنائهم الصلاة، وطالب بعدم حضور الأبناء الذين لم يبلغوا سبع سنوات إلى المسجد، وقال: «الطفل الذي يحدث شغباً لا يأتي إلى المسجد، ويمكن تعويده مرة في الأسبوع ويأتي لحضور صلاة عصر أو مغرب لكن لا يأتي إلى صلاة التراويح ليشغل المصلين». ولفت إلى أن بعض الأمهات تزج بأبنائها في المسجد مع آبائهم حتى ترتاح من إزعاجهم، لكنها لا تعلم أنها تقوم بهذه الطريقة بإيذاء المصلين. يذكر أن المساجد في رمضان، خصوصاً في التراويح تشهد حضوراً من الأطفال، وقليل منهم من يلتزم بالهدوء، وتشهد مواقف السيارات وجود عدد كبير من الأطفال يلعبون في الخارج ويشهدون آخر تسليمة مع الإمام إذ يجبرونهم أهاليهم على الحضور معهم.