أطلق خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقريراً أمس، انطوى على رسالة واضحة، تفيد بأن «التحرك السريع لمواجهة ارتفاع درجات حرارة الأرض من خلال خفض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بات أمراً ملحاً». وأكدوا أن ذلك «لا يتعارض مع التنمية». وقال رئيس الهيئة راجيندرا باشوري في بيان، «لم يعد أمامنا وقت طويل، لننجح في الحد من ارتفاع حرارة الأرض». ونشرت الهيئة تقريراً في الأشهر الماضية يتناول في قسمه الأول المؤشرات الفيزيائية للاحتباس الحراري، وتضمّن القسم الثاني آثاره، والقسم الثالث الإجراءات الكفيلة بالحد منه إلى مستوى درجتين مئويتين فقط، مقارنة بما كانت عليه درجات حرارة الأرض في حقبة ما قبل الثورة الصناعية. ويجب أن تحظى الخلاصة التي قدمها باشوري بإجماع الخبراء الممثلين لحكومات الدول المشاركة، لتصبح ذات أثر سياسي. وللحؤول دون ارتفاع حرارة الأرض أكثر من درجتين، يجب خفض انبعاثات غازات دفيئة مثل ثاني أوكسيد الكربون والميتان، بين 40 و 70 في المئة بحلول عام 2050، مقارنة بما كانت عليه عام 2010. ويتطلب ذلك أيضاً ترشيد الطاقة والكف عن قطع الغابات أو الحد منها على الأقل، والاستثمار في هذه المجالات بمئات البلايين من الدولارات في السنوات المقبلة. وأكد الخبراء أن هذا المخطط المقترح «لا يتعارض مع النمو العالمي، فإذا كان خفض انبعاثات الغازات الدفيئة سيؤدي إلى انخفاض النمو بنسبة ضئيلة هي 0.06 في المئة، فإن المكاسب الاقتصادية الأخرى ستكون كبيرة في مجالات الصيد والزراعة والصحة. ووفق التقرير الأخير الصادر عن الهيئة، «يمكن أن ترتفع حرارة الأرض أربع درجات وثمانية أعشار خلال القرن الحالي، إضافة إلى الارتفاع السابق البالغ 0.7 درجة، ويمكن أن يزداد مستوى مياه البحار 82 سنتيمتراً.