لم يكن نادي تشلسي الإنكليزي يتخيل قبل عامين عندما ضم الموهبة الصاعدة غايل كاكوتا من لنس الفرنسي، انه سيأتي يوم العقاب على ما فعله، فمسؤولوه يدركون أن عملية "خطف" المواهب الصاعدة، واغراءها تحدث بشكل يومي من كل الاندية، لكن يبدو ان الاتحادين الدولي والاوروبي قررا بصفة غير علنية وضع حد لصفقات "غير قانونية"، ما يعني ان عقوبة تشلسي بالحرمان من التداول في سوق الانتقالات، بالبيع او الشراء، حتى مطلع 2011 ستفتح "علبة الدود"، التي ستورط عشرات الاندية. الاتحاد الدولي لكرة القدم يقدر عدد صفقات انتقال لاعبين صاعدين تحت 18 عاماً بنصف مليون صفقة سنوياً، وعلى رغم ان بعضاً منها يتم بخيار اللاعب بحثاً عن فرصة أفضل بعد فشل، لكن غالبية الصفقات تنتج من اغراءات الاندية الكبيرة للاعبين تزيد اعمارهم على سن العاشرة بقليل. وعلى رغم ان المشكلة أثارت حفيظة رئيس النادي اللندني رومان أبراهيموفيتش، طالباً فتح تحقيق في القضية التي قد تؤذي صورة النادي "النظيفة" حول العالم، وبالتالي تؤثر في آلته التسويقية، فانه بعد يومين من "حادثة كاكوتا"، كشفت صحيفة "ذي غارديان"، ان تشلسي استقدم لاعباً فرنسياً في الحادية عشرة من عمره، يدعى جيريمي بوغا الى لندن مع والديه، في خطوة أثارت حفيظة الكثيرين، بينهم ناديه الفرنسي مرسيليا. لوهافر ايضاً عانى من هذه المشكلة، لينضم الى مرسيليا ولنس في تحدي الاندية الانكليزية الثرية، والوقوف في وجه اختطاف لاعبيهم، مسلحين بمواطنهم رئيس الاتحاد الاوروبي ميشيل بلاتيني، الذي حض صديقه رئيس "الفيفا" جوزف بلاتر على تشديد العقوبات في وجه الاندية الثرية. مانشستر يونايتد وارسنال وليفربول وعدد من الاندية الكبيرة سيأتي عليها الدور في البحث في امكان معاقبتها، خصوصاً ان تشلسي لن يرضى ان "يبلع" العقوبة وحده. الغريب ان كل الاندية المتهمة عانت ايضاً من "قنص" لاعبيها، فتشلسي نفسه هدد مانشستر سيتي أخيراً باللجوء الى «الفيفا» في حال استمر الاخير في سعيه لضم المدافع الدولي جون تيري، فيما صارع مانشستر يونايتد بشراسة محاولات ريال مدريد لضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، واعتبر مدربه اليكس فيرغسون انها "محاولة سرقة علنية"، في حين كان فيرغسون نفسه عرضة للتهمة نفسها، عندما ضم الهولندي رود فان نيستلروي من ايندهوفن، ولويس ساها من فولهام ووين روني من ايفرتون، وحتى الاخير الذي انزعج ايضاً من رحيل مدافعه جوليان ليسكوت الى مانشستر سيتي، فانه يخضع اليوم تحت المجهر، بعدما اتهمه ليدز بسرقة لاعبه لوك غاربوت (16 سنة)، وحتى ارسنال الذي يحذر برشلونة من مغبة اغراء نجم وسطه سيش فابريغاس، فانه نفسه ضم فابريغاس من برشلونة، عندما كان في السادسة عشرة من عمره بصورة اغضبت النادي «الكتالوني». «الفيفا» و«اليويفا» يدركان ان "علبة الدود" المفتوحة ستورط أكثر من ناد كبير، لكنها ستجلب الحماية والعدل الى الفرق الصغيرة والمغمورة، والتي قد تحظى بفرصة المنافسة على الالقاب في حال حافظت على نجومها من الخطف.