يلجأ شبان كثيرون في حضرموت، كبرى محافظات اليمن، إلى احتفالات الزواج الجماعية هرباً من شبح العزوبية والعنوسة. وشهدت مدينة تريم أخيراً، أعراس أكثر من 248 شاباً وشابة، من مناطق مختلفة. وفي هذا الصدد، قال رئيس اللجنة المنظمة ل«مهرجان التيسير» أحمد محمد حديجان الذي ساهم في الإشراف على تنسيق ومتابعة احتفالات الزواج الجماعية لسبع سنوات متتالية في قرية السويري، إحدى ضواحي مدينة تريم، إن أسباب استمرارية الأعراس الجماعية في المدن الحضرمية يعود إلى جوانب عدة، أبرزها الجانب المادي، مشيراً إلى أن «حفلات الزواج الفردية مكلفة جداً، بخاصة في ظل الأوضاع المادية التي تمرّ بها البلاد. فأسلوب حفلات الزواج الجماعي يعين الشاب على تحمّل تكاليف مراسم الزواج التي يتكفل بها كثيرون من المحسنين ورجال الخير، وبعض الشركات والمؤسسات الخيرية الداعمة». وأكد أن «الأعراس الجماعية أثبتت نجاحها على مرّ السنين. ففي هذا العام، تحتفل قرية السويري بعرسها السابع، لزفاف 82 من أبنائها وبناتها. واستفاد من مشروع حفلات الزواج الجماعية، منذ انطلاقته، حوالي 500 عريس وعروس». وأوضح حديجان ل«مدرسة الحياة» أن «لحفلات الزواج الجماعية فوائد عظيمة، أبرزها تجسيد مبدأ التعاون والتآخي بين أفراد المجتمع، وتحطيم الحواجز الاجتماعية من خلال التشارك في اللجان الميدانية العاملة في مجال تحضير وتجهيز مراسم الزواج التي تشمل لجان التخييم، ولجان الفرش، ولجان السقيا، بالإضافة إلى لجان أخرى مثل لجان النظام، والكشافة المختصّة بتنظيم حركة المرور، ومواقف السيارات، وبعض المهام المتعلقة بتنظيم الساحة، ولجنة النظام المسؤولة عن حفظ النظام في الساحة، وتحديد مكان جلوس الضيوف، بالإضافة إلى اللجنة الإعلامية». وأضاف: «تُعدّ الأعراس الجماعية فرصة لإبراز مواهب وإبداعات أبناء المنطقة، من خلال العروض الفنية التي تقدّم خلال ليلة الزفاف من أغاني ورقصات شعبية، خصوصاً في ما يتعلق بالأوبريت الذي يُقام كل عام، ويحكي قصة معينة، ويتشارك في إنتاجه أبناء المنطقة من شعراء وملحنين ومنشدين وراقصين».