وفرت أربع قرى في منطقة الباحة 15 مليون ريال من تكاليف الأعراس بعد أن شرعت في إقامة حفلات زواج جماعي خلال الثمان سنوات الأخيرة في كل من دار الجبل ودار الرمادة وبني سار، وعويرة، كما تم اختصار ليالي الأفراح البالغة 319 إلى 19 ليلة. مما خفف الأعباء المالية عن المتزوجين وحد من الإسراف والبذخ الذي تعاني منه الكثير من قصور الأفراح والمناسبات في مناطق المملكة خصوصًا عند إقامة ولائم الأفراح. تخفيف الأعباء وأوضح الشيخ عبدالعزيز بن رقوش محافظ المندق وشيخ قبيلة بني عامر أن بني سار التي ينتمي إليها بن رقوش شرعت في إقامة الزواج الجماعي منذ العام المنصرم حيث تم تزويج 118 شابًا وفتاةً في أربع ليالي بدلًا من 59 ليلة، ووفرت ما لا يقل عن ثلاثة ملايين ريال، الأمر الذي خفف كثيرًا من الأعباء المالية والمادية على المتزوجين وعلى الأهالي سواء في استهلاك الوجبات أو الليالي التي ستمتد إلى 59 ليلة لو لم يكن هناك زواج جماعي، مباركًا هذه الخطوة ومعتبرها من الأمور التي يجب على الناس اتباعها. فيما أثنى أحمد الهادي مسؤول الشؤون الإعلامية والثقافية في زواج بني سار على الجهود التي بذلت من قبل الجميع في إتمام مراسم هذه الزيجات، مؤكدا أن التسجيل للعام المقبل قد بدأ وهي خطوة موفقة تم اتخاذها في العامين الأخيرين وسيجني ثمارها الجميع. خطوة مباركة أما محمد باروم عمدة دار الرمادة، فقد أشاد بهذه الزيجات الجماعية، وأكد أنها خففت كثيرا من الأعباء المادية والمالية، وكذلك المعنوية على الناس، حيث تم إقامة حفل جماعي شارك فيه 32 عريسًا وعروسة وهي السنة السادسة على التوالي، حيث قد تم تزويج أكثر من 200 شاب وفتاة من القرية في الست سنوات الأخيرة، وتم توفير أكثر من خمسة ملايين ريال، واختصار الليالي إلى ست ليالي فقط بدلا من أكثر من 100 ليلة. وذكر بأن الحفل الأخير أقيم في قاعة تم إنشائها وتتسع لأكثر من ثلاثة آلاف شخص وحضر الحفل رئيس مركز بني ظبيان حمود عبدالله العبيلان وشيخ قبيلة بني ظبيان عثمان بن صقر ومعرفي قرى بني ظبيان الذين باركوا هذه الخطوة كما حضر وجهاء القبيلة وتخلل الحفل العرضة الشعبية وحفلات خطابية وتكريم للمشاركين. ريادة وفي دار الجبل والتي تعتبر رائدة في الزيجات الجماعية وهي تعتبر من أوائل قرى منطقة الباحة في تطبيق هذه الاحتفالات ذكر عمدتها الشيخ علي العتيبي أن دار الجبل قد وفرت أكثر من خمسة ملايين ريال واختصار الليالي إلى 8 ليال تقريبا من خلال تزويج أكثر من 220 شابًا وفتاة من أبناء وبنات دار الجبل، مؤكدًا أن هذه الاحتفالات الجماعية قوت أواصر المحبة والألفة وزيادة لُحمة الجماعة. أما في قرية عويرة التي احتفلت مؤخرًا بتزويج 44 شابًا وفتاة من القرية في حفل بهيج أقامته لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بدوس وبحضور محافظ المندق عبدالعزيز بن رقوش ومدير عام التربية والتعليم في المنطقة سعيد بن محمد مخايش وعدد من الأعيان والوجهاء. أوضح وكيل كلية الدراسات القضائية والأنظمة بجامعة أم القرى المدير التنفيذي للمشروع الدكتور علي بن يوسف الزهراني أن هذا المشروع هو الثاني على التوالي بعد أن كان عدد العرسان في العام الماضي 1431ه 36 عريسًا وعروسة، حيث شهد حضورًا من قبل المسؤولين والوجهاء في المنطقة وخارجها. وأسهم هذا المشروع في تخفيض تكاليف الزواج الفردي والإسراف المفرط في الولائم إضافة إلى الحد من معضلة العنوسة، حيث أوضحت دراسة قامت بها اللجنة أن تكلفة الزواج الجماعي للعام الماضي وفرت ما يقارب «مليون و200 ألف ريال» تصرف لخزينة الشباب المتزوجين. وأكد الدكتور الزهراني أهمية مثل هذه المشاريع التي تحد من الإسراف والتبذير كما يتم إقامة دورات تدريبية وتأهيلية للعرسان لمواجهة الحياة الزوجية، مقدمًا شكره لكل من ساهم في هذا العمل النبيل ومتمنيًا أن يحذو أهالي المنطقة حذو عويرة وعدد من قرى المنطقة للحد من البذخ والإسراف الذي نهى الدين الإسلامي الحنيف عنه.