تسبب الغلاء الذي ضرب أسواق المواشي في المملكة في تغيير ثقافة الكثير من السعوديين، إذ تحولوا من شراء الأغنام المحلية، خصوصاً «النعيمي» و«النجدي» إلى الأغنام «السواكني» المستوردة، ما رفع الطلب عليها بنسبة تتجاوز 80 في المئة خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً في شهر رمضان وموسم عيد الفطر، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارها من 650 إلى 750 ريالاً للرأس الواحد. وأكد عدد من تجار المواشي في الرياض خلال حديثهم إلى «الحياة» أن السوق تشهد حالاً من الركود الكبير حالياً بعد انتهاء موسم عيد الفطر، وتراجعت أسعار المواشي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، إذ وصل سعر الخروف النعيمي حالياً إلى 1600 ريال، مقارنة ب2000 ريال في 2012. وقال تاجر الأغنام مخلف العنزي: «ثقافة المستهلك السعودي تغيرت في شكل كبير بسبب الارتفاعات الكبيرة على اللحوم في العام الماضي، واتجه الكثيرون منهم إلى شراء الأغنام السواكني التي شهدت أسعارها ارتفاعاً بنحو 100 ريال للرأس الواحد، إذ كان في السابق يبلغ نحو 650 ريالاً، وزاد إلى 750 ريالاً حالياً، بسبب زيادة الطلب بأكثر من 80 في المئة، مقارنة بالطلب على الأنواع الأخرى من الأغنام». وأضاف: «سوق المواشي في الرياض تشهد ركوداً وتراجعاً في الأسعار حالياً، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي الذي شهد ارتفاعات كبيرة في الأسعار، وبلغ سعر الخروف النعيمي 2000 ريال». وأشار العنزي إلى أن السوق شهدت خلال شهر رمضان ضخ أكثر من 250 ألف رأس من الأغنام السورية ولم تتجاوز أسعارها 1100 ريال للرأس الواحد، إذ كانت غير جيدة، وشهدت طلباً محدوداً من المستهلكين، مشيراً إلى أن سعر «النجدي» الواحد لم يتجاوز حالياً 1700 ريال، في مقابل أكثر من 2000 ريال العام الماضي، وهبط سعر «الحريّ» إلى 1200 ريال مقارنة بنحو 1500 ريال العام الماضي، فيما شهدت أسعار «التيوس» الصومالية طلباً كبيراً منذ نهاية رمضان، خصوصاً أن أسعارها مناسبة وتراوح بين 450 و500 ريال للرأس الواحد. وتوقع العنزي أن يشهد موسم الحج نمواً كبيراً في الطلب، غير أنه قال: «الأسعار لن تتجاوز 2000 ريال للرأس الواحد من أغنام النعيمي والنجدي، بسبب توافر كميات كبيرة من مختلف أنواع الأغنام في السوق»، نافياً وجود نقص في كميات الأغنام بالسوق، وأكد أن «المعروض أكثر من الطلب والأسعار تشهد انخفاضاً، وهناك كميات جيدة تدخل السوق من مختلف الأسواق، سواء من أفريقيا أم من الأردن أم تركيا». من جهته، أكد تاجر الأغنام محمد بن علي أن «السوق شهدت خلال الأيام الماضية استقراراً في الطلب والأسعار، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، واستقر سعر النعيمي عند 1500 ريال، بينما وصل سعر النجدي إلى 1600 ريال، ولم يتجاوز سعر الحري حاجز 1200 ريال». وعزا حال الاستقرار الذي تشهده أسواق الأغنام إلى أن «وفرة المعروض تفوق الطلب، خصوصاً أن هناك ضخاً كبيراً للأغنام من مختلف الأسواق، ما سيؤدي إلى انخفاض نسبي في الأسعار في الفترة المقبلة». وأشار إلى أن هناك توجه من المستهلكين إلى شراء المواشي المناسبة لهم من السواكني والتيوس النجدية، بسبب مناسبة أسعارها، مقارنة بأسعار النعيمي والنجدي والحري، لافتاً إلى أن «استقرار أسعار الأعلاف كان له دور كبير في تراجع الأسعار، إذ لم يتغير سعر الشعير خلال الأشهر الأخيرة، واستقر عند 40 ريالاً للكيس الواحد، فيما شهد سعر البرسيم انخفاضات خلافاً للأعوام الماضية».