أكد مستثمرون في قطاع الصناعات الجلدية في المملكة، أن القطاع يواجه العديد من المشكلات التي قد تتسبب في خروج العديد منهم من السوق، بسبب الخسائر التي يتعرضون لها، مشيرين إلى أن الصناعات الجلدية تعاني من ارتفاع تكاليف التصنيع، وصعوبة الحصول على تمويل من صندوق التنمية الصناعية السعودي، وهو ما يهدد بعدم إقامة مصانع جديدة، أو التوسع في المصانع القائمة، مشيرين إلى أنهم يواجهون صعوبات في تمويل صادراتهم. وأوضحوا أن تلك الصعوبات تحول دون نمو الصناعات الجلدية في المملكة، وتحقيق نسبة جيدة من الاكتفاء الذاتي من تلك الصناعة، إذ تنتج المصانع والورش في السعودية نحو مليوني زوج من الأحذية سنوياً، تسد 4 في المئة فقط من حاجة السوق، في حين يتم استيراد نحو 50 مليون زوج سنوياً من الخارج. وأوضح رئيس لجنة الدباغة والصناعات الجلدية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة ناصر باسهل، أن الصعوبات التي تواجه الصناعات الجلدية في السعودية تتركز في ارتفاع تكاليف التصنيع، وصعوبة تمويل الصادرات من المصارف المحلية وصندوق التنمية الصناعية السعودي. وأشار باسهل في حديثه إلى «الحياة»، إلى وجود أكثر من 38 مصنعاً لصناعة الجلود، ونحو 100 ورشة موزعة على مدن المملكة العربية السعودية، يبلغ إنتاجها نحو مليوني زوج من الأحذية سنوياً، وهي نسبة بسيطة من حجم الاستيراد الذي يتجاوز 50 مليون زوج حذاء سنوياً، أي أن الإنتاج المحلي يغطي 4 في المئة فقط من حجم السوق، فيما يقدر حجم سوق الدباغة في السعودية بنحو 600 مليون ريال سنوياً. ووصف دعم صندوق التنمية الصناعية للصناعات الجلدية بأنه ضعيف للغاية، إذ توجد شروط وضمانات صعبة التحقيق للحصول على دعم الصندوق، معرباً عن أمله في وجود تعاون بين الصندوق والعاملين في هذه الصناعات. من جهته، أكد عضو لجنة الصناعات الجلدية في الغرفة التجارية الصناعية في الشرقية باسم الأحمدي، في حديثه إلى «الحياة» أن نسبة الجلود التي تتوافر يومياً في السعودية تراوح بين 50 و80 ألف جلد يومياً. وأشار إلى أن حجم سوق الدباغة يصل إلى 500 مليون ريال سنوياً لجميع المصانع العاملة في المملكة، ونقوم بتصدير الجلود إلى العديد من الدول الأوروبية، وبخاصة فرنسا وإيطاليا، إضافة إلى دول أخرى مثل باكستان والهند والصين. أما عضو لجنة الدباغة والصناعات الجلدية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة محمد باسهل، فاعتبر أن البيئة وضعف التمويل وقلة المواد الخام من الجلود أبرز المعوقات التي تواجه الصناعات الجلدية في السعودية، مشيراً إلى أن كمية الجلود المستهلكة يومياً في المصانع السعودية تبلغ 80 ألف جلد. وأشار في حديثه إلى «الحياة» إلى مصانع الصناعات الجلدية تفتقر إلى التمويل، وهو ما يدفع إلى خروج مستثمرين من السوق، خصوصاً الورش والمصانع الصغيرة، مشيراً إلى معاناة المستثمرين في هذا المجال من مشكلات عدة، منها كثرة التصاريح المطلوبة لفتح المصانع. وكانت وزارة التجارة والصناعة ذكرت في تقرير لها أنها منحت خلال ال20 عاماً الماضية 73 ترخيصاً لإنشاء مصانع لمختلف أنواع الأحذية في المملكة، وقدرت حجم السوق السعودية من الأحذية المستوردة والمحلية الصنع بنحو ثلاثة بلايين ريال سنوياً، مشيرة إلى وجود أكثر من 38 مصنعاً و100 ورشة في المملكة تنتج مليوني زوج من الأحذية سنوياً.