تواصلت في لبنان أمس حملة التنديد الواسعة بالمجزرة التي حصلت بحق المدنيين في الغوطة (ريف دمشق). وأبدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان «قلقه البالغ ازاء استعمال الاسلحة الكيماوية في سورية من أي طرف كان وخصوصاً في بلد مجاور للبنان، وأمل ان يتوصل مجلس الأمن الى نتيجة ملموسة في هذا الموضوع والذي يتنافى كلياً في حال ثبوته مع المبادئ والقيم الانسانية». وأثنى سليمان في بيان صادر عن مكتب اعلام قصر بعبدا على «جهود الجيش والقوى الأمنية في كشف الشبكات الارهابية والتخريبية». وشدد «على أهمية تعزيز الاجراءات والاستقصاءات لملاحقة المسؤولين عن هذه الأعمال والقائمين بها والقبص عليهم وقطع دابر الفتن والأعمال الاجرامية التي يقومون بها». وقال رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في تصريح: «أمام هول المشاهد الفظيعة التي بثتها شاشات التلفزة لمجزرة الغوطة في ريف دمشق، تسقط كل بيانات الاستنكار والشجب والإدانة الكلاسيكية، وتنتفي الفائدة من الاجتماعات التي تُعقد هنا وهناك من دون اتخاذ خطوات كفيلة بتغيير الواقع المظلم الذي أدخل النظام سورية فيه بتغطية من حلفاء دوليين وإقليميين وبغض نظر غربي اكتفى برسم خطوط حمر وهميّة بعيدة عن أرض الواقع». وقال: «يحق للمرء أن يتساءل عن مدى مواءمة الأنظمة الديموقراطية التي تمارس هواية التفرج مع بربرية القصف الكيماوي العنيف، وكأنها بمثابة البربرية الديموقراطية غير المفهومة وغير المبررة على الإطلاق». وأضاف: «يحق للمرء أن يتساءل عن اختلاف هذه المجزرة عن المجازر الكبرى التي ارتكبتها إسرائيل في دير ياسين وقانا وغزة وسواها، وما إذا كان القتل مبرراً لطرف وغير مبرر لآخر». وحرص رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في تصريح، على التنويه «بتمايز الموقف الفرنسي المسؤول من مجزرة ريف دمشق وسط الظلام الدامس الذي يخيم على مجلس الأمن». واعتبر أن «تعامل مجلس الأمن مع المجزرة يستدعي الخزي والعار إذ اكتفى بالإدانة والاستنكار والمطالبة بالتحقيق». ورأى النائب محمد كبارة في تصريح، أن «ما جرى حرب إبادة تفوق في بشاعتها ما ارتكبته النازية في زمانها». وسأل: «هل هناك ما يمنع من امتدادها إلى لبنان إذا قرر حزب الإرهابي حسن نصر الله إبادة كل من يخالفه الرأي ويرفض إرهابه؟».