تشهد النسخة ال35 من بطولة سانتياجو برنابيو الودية (التي ينظمها ريال مدريد سنوياً)، احتفالية خاصة سهرة الخميس لتكريم أحد رموزه الخالدة وهدافه وقائده التاريخي وأسطورته الحية راؤول جونزاليس، بعد وصوله برفقة فريقه السد القطري إلى مدريد للمشاركة في مباراة تكريمه أمام الريال في بطولة سانتياجو برنابيو، إذ سيلعب لكلا الفريقين في نفس اللقاء، وهي أول عودة له لمعقل النادي الملكي منذ رحيله صيف 2010. وتشتاق جماهير الريال لتلك المواجهة، حيث أنها لم تنظم احتفالية وداع ل«روح البلانكو» حين رحل إلى شالكه الألماني بناء على «قرار شخصي» ،كما يؤكد هو نفسه، في الوقت الذي وصل فيه المدرب البرتغالي السابق جوزيه مورينيو. وشد راؤول الرحال إلى شالكه الذي حقق معه نتائج مبهرة على مدار موسمين، لينتقل لاحقا لفريقه العربي الحالي دون أن يفقد سمعته كهداف من طراز فريد، وظل القميص رقم 7 علامة مسجلة باسم الفتى الذهبي الإسباني. وسبق لشالكه أن أقام احتفالية تكريم مهيبة لراؤول لم يقو على كتمان دموعه خلالها، حيث احتشدت جماهير الأزرق الملكي لتحيته، كما حجبت الإدارة القميص 7 من بعده، ففي سن ال35 قادهم لبلوغ نصف نهائي دوري الأبطال، وربع نهائي الدوري الأوروبي، وخرج فريقه مرفوع الرأس في المرتين أمام مانشستر يونايتد وأثلتيك بلباو، كما فاز بالسوبر الألماني، وسجل 40 هدفا في 98 مباراة. ترك راؤول سجلا حافلا بالانجازات مع ريال مدريد على مدار 16 موسماً شارك خلالها في 741 مباراة سجل فيها 323 هدفاً، وهو ما لم يصل إليه أي لاعب آخر، فهو «العميد» الأكثر مشاركة، وكذلك الهداف التاريخي للميرينجي. خزانة بطولات راؤول ممتلئة عن آخرها بالبطولات، يبرز منها ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وستة في الليجا، وأربعة في السوبر الإسباني، وسوبر أوروبية واحدة، واثنين في الانتركونتيننتال، وفوق كل ذلك ظل رمزاً خالدا لقيم وأخلاق النادي الملكي. ولا يزال الجمهور الإسباني بمختلف طوائفه يعتبر راؤول أفضل لاعب في تاريخ البلد الأوروبي، رغم أنه كان غائبا عن الثلاثية الأسطورية (يورو 2008 ومونديال 2010 ويورو 2012)، وفقا لكثير من استطلاعات الرأي. وكان راؤول سببا في خوض زملائه بالسد القطري تجربة غاية في الروعة ستحقق حلمهم باللعب على أرضية سانتياجو برنابيو بين جماهيره العظيمة، كما ستكون مناسبة لمدرب الريال الجديد كارلو أنشيلوتي لتجربة بعض العناصر وإصلاح أخطاء وقع بها فريقه في أولى مباريات الليجا أمام ريال بيتيس 2-1 والتي انتصر فيها خلال اللحظات الأخيرة برأسية إيسكو. سيفتقد الريال خلال المباراة الودية لخدمات ثنائي الوسط تشابي ألونسو والألماني سامي خضيرة للإصابة، فالأول إصابته أكبر وقد تستمر لثلاثة أشهر، أما الثاني فمن المتوقع أن تكون عودته قريبة. كما يغيب عن المواجهة الفرنسي رافائيل فاران والإسباني أسيير إياراميندي والروسي دينيس تشيريشيف والحارس الثالث خيسوس فرنانديز بسبب إصابات مختلفة، بينما يتغيب البرتغالي فابيو كوينتراو الذي يستعد للرحيل عن النادي. كما يعود القائد والحارس المخضرم إيكر كاسياس لعرينه بعد غيابه عن مباراة ريال بيتيس بقرار فني من أنشيلوتي الذي سار على درب مورينيو بالاعتماد على المتألق دييجو لوبيز. وسيشغل مركز رأس الحربة الفرنسي كريم بنزيمة لبعض الوقت، حيث يسعى لإثبات الذات بعض تعرضه لصافرات استهجان في المباراة الماضية من قبل قطاع من جماهير البرنابيو. ومن المرجح مشاركة ألبارو أربيلوا كأساسي بعد تغيبه عن مباراة بيتيس، إذ شغل الوافد حديثاً داني كارباخال مركزه كظهير أيمن، كما تتوقع مشاركة خيسي رودريجز وألبارو موراتا هجوميا. يذكر أن ريال مدريد فاز ب23 من أصل 34 نسخة سابقة للبطولة، منها آخر ثمانية نسخ على التوالي، وسيدير لقاء النسخة المقبلة اليوم(الخميس) الحكم فيلاسكو كاربايو.