أظهرت دراسة قامت بها كل من الدكتورة عواطف الحارث، والدكتورة سامية الأنصاري، من قسم الجغرافيا في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، أن من «أهم أسباب نضوب عيون المياه الطبيعية بمحافظة الأحساء عمليات السحب الجائر من الطبقة المغذية (النيوجين) والتوسع العمراني وزيادة عدد السكان في المنطقة، إلى جانب انتشار الاستراحات وحفر الآبار والعيون وبرك السباحة في المزارع والمنازل ما تسبب في جفاف العيون الطبيعية». أوصت الدراسة ب»ضرورة الالتفات إلى العيون المتبقية واستثمارها في إقامة منتجع صحي في محافظة الأحساء، يضم قرية سياحية ومركزاً للعلاج الطبي، تتوافر فيه المتطلبات السياحية والعلاجية»، وحذرت الباحثتان من «سوء انتشار الاستراحات الخاصة داخل مزارع الأهالي لكون تلك الاستراحات تسبب هدراً للمياه، مؤكدتين على أهمية تكثيف المراقبة من خلال تنظيم الجولات المسائية للحد من هذه المخالفات». وتعد مياه عين النجم التي تحيطها الصخور الكبريتية الساخنة من أكثر الأماكن التي لو تم استثمارها سياحياً لكانت جاذباً حقيقياً للسياح من الخارج قبل الداخل، وفي دراسة لعبد اللطيف السماعيل، وهو طالب من جامعة الملك فيصل، وضع خارطة طريق لبدأ المشاريع السياحية والعلاجية في هذه العيون، إلا أن دراسته باتت حبيسة الأدراج دون الاستفادة من مخرجاتها الاستثمارية والسياحية. وتعرف مياه العيون بجودتها العالية، وتتميز بأنها معدنية، وتخلو من أي نوع من أنواع البكتيريا المضرة، الأمر الذي يجعلها لا تحتاج لأجهزة تنقية أو معالجة كيميائية على الإطلاق، واشتهرت عيون عن غيرها مثل عين الحويرات في قرية المطيرفي، وعين الحارة في مدينة المبرز، وعين أم سبعة في قرية القرين، والجوهرية في بلدة البطالية، وعين الخدود في الهفوف، وعين النجم.