انتشرت قوات «البيشمركة» الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) شمال سورية وشكلت غرفة عمليات مرتبطة بخط ساخن مع اربيل شمال العراق، تمهيداً ل «تمشيط» المدينة وإخراج تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). في الوقت ذاته، اكتسحت «جبهة النصرة» المنافسة ل «داعش» معقلاً لمقاتلي المعارضة المعتدلين في ريف ادلب، شمال غربي سورية، قبل أن تعلن استعداداً لوقف النار .(للمزيد) وأعلنت القيادة المركزية الأميركية إن مقاتلات وقاذفات أميركية شنت خمس هجمات على «داعش» قرب عين العرب منذ أول من أمس، لافتة إلى أن الغارات دمرت تسعة مواقع قتالية للتنظيم ومبنى. ورحب الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية شورش حسن ب «وصول قوات البيشمركة مع عتادها الثقيل إلى عين العرب»، لافتاً إلى أن «قوات البيشمركة ووحدات حماية الشعب شكلت غرفة عمليات مشتركة وستكون على صلة مع غرفة عمليات في أربيل للتنسيق مع التحالف الدولي- العربي بقيادة الولاياتالمتحدة». وكانت 20 آلية تقل حوالى 150 من «البيشمركة» عبرت الحدود التركية من جهة تل الشعير شمال غربي عين العرب للمشاركة في القتال ضد «داعش». وأفاد ناشطون بأن «البيشمركة تموضعت داخل المدينة وستنفذ مهمات إسناد وحدات حماية الشعب التي ستتولى تمشيط المدينة والمواجهة المباشرة مع داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المقاتلين الأكراد «صدوا (أمس) هجوماً جديداً للتنظيم شمال عين العرب» وأن حوالى مئة من عناصره قتلوا في «اشتباكات عنيفة». وتظاهر آلاف من الأكراد في أنحاء تركيا تعبيراً عن تضامنهم مع المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب، وذلك بدعوة من «حزب الشعب الديموقراطي» أكبر الأحزاب المؤيدة للأكراد في تركيا. إلى ذلك، سيطرت «جبهة النصرة» أمس على بلدة دير سنبل معقل «جبهة ثوار سورية» برئاسة جمال معروف، إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية بعد نحو أسبوع على اندلاع معارك بين الطرفين. واتهمت «جبهة النصرة» قيادة «جبهة ثوار سورية» ب «الاعتداء على المسلمين وبعض الفصائل المجاهدة»، مشيرة إلى أنها قبِلت وساطة لوقف النار بدءاً من أمس، تضمّنت «تشكيل محكمة شرعية للفصل بين الطرفين ومثول معروف أمامها وتبادل إطلاق الأسرى من الجانبين». وقال معروف في شريط فيديو: «جبل الزاوية (في ريف ادلب شمال غربي سورية) حرَّر كل القرى من عصابات بشار الأسد وعصابات (زعيم تنظيم داعش أبو بكر) البغدادي، وإن شاء الله سنحرره من عصابات جبهة الكسرة، جبهة النكسة»، متهماً الجبهة بمساندة نظام الأسد. إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى أن «تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على شركة حيان للغاز التابعة لحقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي» وسط البلاد. وتعتبر الشركة مصدراً مهماً للغاز الذي يوزّع على مناطق عدة، بينها دمشق. وكان التنظيم استعاد السيطرة على حقل غاز شاعر في حمص. وقتل ستة آلاف شخص في سورية خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بينهم ألف مدني و250 طفلاً و112 امرأة، وفق إحصاءات «المرصد».