لندن، بيروت، إسطنبول - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - شهدت شوارع دمشق إحياء غير مسبوق من حيث التنظيم والكثافة لذكرى عاشوراء بفضل تسهيلات قدّمها نظام الرئيس بشار الأسد. وشارك فيها شيعة من سورية ولبنان والعراق وإيران وعناصر ميليشيات تقاتل إلى جانب القوات النظامية ضد المعارضة السورية. (للمزيد) ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لعائلات شيعية في مطاعم وفنادق دمشق استعداداً لإحياء ذكرى عاشوراء يوم غد. كما رفعت لافتات على شوارع العاصمة كتب عليها: «كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء»، وأقيمت مجالس عزاء ومسيرات لطم رفعت فيها أعلام خضراء وربط المشاركون رؤوسهم بربطات خضراء. وبثت صفحة «ثائر من دمشق» الموالية للنظام لقطات تلفزيونية لإعداد الحلويات الخاصة في المناسبة، اضافة الى تسجيلات لأغان تتعلق بالامام الحسين والسيدة زينب. كما اجرت قناة «الكوثر» القريبة من ايران تقريراً تفصيلياً عن الفعاليات في احياء «الجعفر الصادق» و«زين العابدين» و«الأمين» في قلب العاصمة السورية. وقال احدهم في فيديو: «نحن شيعة علي وسنحارب الى ان يظهر المهدي المنتظر». وأشار متحدثون في الفيديو الى انهم استطاعوا احياء بعض الفعاليات «بفضل دماء القتلى الذي ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن مرقدَي السيدة زينب والسيدة رقية». وتشكلت فصائل شيعية مسلحة بينها «ابو ذر الغفاري» و «ابو الفضل العباس» و «عصائب الحق» وقاتلت تحت عنوان الدفاع عن مرقدَي «السيدة زينت» و»السيدة رقية» جنوبدمشق. لكن سجلت مشاركة مقاتلين شيعة من سورية والعراق ولبنان وأفغانستان وقوات من الحرس الثورث الإيراني في معارك ضد المعارضة السورية في وسط البلاد، اضافة الى معارك تجري حالياً في مخيم حندرات في ريف حلب شمال سورية. وقال احد الشيعة في الفيديو: «لأول مرة نحيي عاشوراء في حي الجعفر الصادق» الدمشقي، فيما قال آخر انهم استطاعوا فعل ذلك «بفضل الحماية التي يوفرها شباب اللجان الشعبية» في اشارة الى الميليشيات التي تشكلت في احياء دمشق. وجرت في السنوات الماضية مراسم إحياء عاشوراء خارج دمشق، لكنها المرة الأولى التي يسجل فيه ذلك داخل العاصمة. وقالت «الكوثر» انه «حضور مميز من حيث الكثافة والتنظيم» في إحياء مراسم عاشوراء. في عمان، فوّض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني جيشه وأجهزته الأمنية لتوسيع مشاركتها في الحرب الدولية ضد «الإرهاب»، وترك الباب مفتوحاً على إمكان مشاركة بلاده في أي حرب برية محتملة ضد تتظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، مؤكداً ان «الحل الوحيد في سورية، هو حل سياسي شامل بمشاركة جميع المكونات السورية» وإن في «غياب مثل هذا الحل سيتكرّس الصراع الطائفي على مستوى الإقليم ويغذّى التطرف والإرهاب». وعلى صعيد المعارك في عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية، بدأت قوات «البيشمركة» ومقاتلو «الجيش الحر» أولى العمليات المشتركة مع «وحدات حماية الشعب» الكردي بقصف بالمدفعية الثقيلة مواقع «داعش» في اطراف المدينة الواقعة شمال سورية وعلى حدود تركيا. وقال نشطاء أكراد إن مقاتلين من «البيشمركة» بدأوا أمس بتفكيك مفخّخات كان عناصر «داعش» زرعوها في المدينة، فيما أفاد «المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب» الكردي بأن التنظيم واصل لليوم ال 48 هجماته للسيطرة على المدينة وسط تصدّي المقاتلين الأكراد لتلك الهجمات. وكثّف النظام السوري في الأسابيع الأخيرة عمليات القصف ب «البراميل المتفجرة» التي تلقيها طائراته يومياً على المدن والبلدات السورية ويقتل فيها المئات، في الوقت الذي يتركّز اهتمام العالم على «الحرب على الجهاديين». وفي أقل من أسبوعين، ألقت طائرات النظام أكثر من 400 «برميل متفجر» على مناطق في محافظات حمص وحماة وإدلب ودرعا واللاذقية والقنيطرة وحلب ودمشق، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأضاف: «بلغ 1917 شهيدا الذين تمكّن المرصد من توثيق استشهادهم داخل معتقلات وسجون وأقبية فروع استخبارات النظام منذ بداية العام» وحتى نهاية الشهر الماضي. في شمال غربي سورية، واصلت أمس «جبهة النصرة» فرض سيطرتها على قرى في ريف إدلب إثر انسحاب فصائل مسلحة محسوبة على القوى المعتدلة وانضمام بعض مقاتليها إلى «النصرة» بعد يوم من سيطرة الجبهة على معقل قائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف في جبل الزاوية في إدلب. وأفاد «المرصد» أمس بأن «جبهة النصرة سيطرت السبت على بلدة خان السبل الواقعة على طريق رئيسي يربط محافظة إدلب بمحافظة حلب، عقب انسحاب حركة «حزم»، أحد الفصائل المعارضة. وفي وقت لاحق، فرضت «جبهة النصرة» سيطرتها على بلدات معرشورين ومعصران وداديخ وكفربطيخ وكفرومة القريبة من بلدة خان السبل جنوب شرقي مدينة إدلب بعدما انسحبت منها أيضاً فصائل مقاتلة وفصائل إسلامية وحركة «حزم»، وفق «المرصد».